الصادقة على المصاديق الحسّية الطبيعيّة ، وهذه المرتبة للعوام الذين لا يتجاوز إدراكهم المحسوسات ، بمعنى أنّ العوامّ محصور إدراكهم في هذه المرتبة ، أو هذه المرتبة بشرط عدم انضمام الإشارات إليها مختصّة بهم ، وإلاّ فصاحبوا المراتب الأخر يشاركونهم في إدراك هذه المرتبة ، ويمتازون عنهم بإدراك المراتب الأخر . والإشارة : هي دلالة المصاديق الحسّية وإشاراتها إلى المصاديق الروحانيّة ، واللطائف الحاصلة في وجود المدرك . ولا يدرك هذه المرتبة من القرآن إلاّ الخواصّ الذين توجّهوا إلى الآخرة واشتغلوا بأنفسهم ، فتذكّروا النشأة الأخرى من النشأة الأولى ، وموجودات العالم الصغير من العالم الكبير . واللطائف : عبارة عن الدقائق التي يجدها الإنسان في وجوده من أنموذجات مصاديق العالم الكبير ، وهذه المرتبة لأولياء الله الذين كان لهم قلب من حيث ولايتهم . والحقائق : عبارة عن مصاديق القرآن تماماً . وهذه المرتبة لمن تحقّق بها أو شاهدها وعاينها وهم الأنبياء عليهم السلام من حيث نبوّتهم أو الأولياء من حيث خلافتهم للأنبياء . فإنّ الوليّ من حيث ولايته لا توجّه له إلى الكثرات حتّى يتحقّق بها أو يشاهدها ، وأمّا من حيث خلافته فله شأن النبيّ في التوجّه إلى الكثرات والتحقّق بها ومشاهدتها . وكلّ من له المرتبة العليا فله المرتبة الدانية دون العكس ، فصاحب الحقائق كان صاحب اللطائف والإشارات والعبارات أوّلاً ، ثمّ صار صاحب الحقائق ثانياً » [1] .
[1] بيان السعادة في مقامات العبادة ، مصدر سابق : ج 1 ص 13 .