صلّى الله عليه وآله كما في قوله تعالى : ( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) ( الإسراء : 1 ) ، وهذا بخلاف استعمال لفظ العبد في وصف غيره من الأنبياء فإنّه يذكر لفظ العبد مع ذكر اسم ذلك النبيّ كما في قوله تعالى : ( وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ ) ( ص : 45 ) ، ونحوها من الآيات ، وهذا يكشف عن حيازته صلّى الله عليه وآله لأعلى مراتب العبوديّة لله تعالى . وهذا يدلّ على أفضليّته على جميع الأنبياء عليهم السلام . 4 - إنّ أفضليّة النبيّ صلّى الله عليه وآله على جميع الأنبياء يدلّ على أعلميّته عليهم عليهم السلام ، إذ الأعلميّة من أوضح مصاديق الأفضليّة ، ولذا نجد أنّ الله تعالى يصف الكتاب الذي أُنزل على الرسول بأنّه المهيمن على جميع الكتب السماويّة السابقة ، كما في قوله تعالى : ( وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ) ( المائدة : 48 ) . وحيث أنّ كتاب كلّ نبيّ يمثِّل الدرجة العلميّة لذلك النبيّ ، يتّضح أنّ نبيّنا صلّى الله عليه وآله أعلم الأنبياء جميعاً . 5 - أمّا أعلميّة أهل البيت عليهم السلام ، فيمكن إثباتها من ثلاثة طرق : الطريق الأوّل : أعلميّة أهل البيت عليهم السلام بالقرآن . الطريق الثاني : أنّ علمهم عليهم السلام علم رسول الله صلّى الله عليه وآله . الطريق الثالث : حديث الثقلين الذي أثبت أعلميّة أهل البيت عليهم السلام بالكتاب وبشكل موازٍ لعلم الكتاب الذي هو تبيان لكلّ شيء .