responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : علم الإمام نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 137


لا يقبل ذلك ، وفي المقام كذلك فإنّ الله تعالى إذا قبل عبوديّة عبد من عباده ، فسوف يوليه عناية خاصّة وتوفيقاً خاصّاً ويتولّى أمره ويكون الله تعالى وليّه ، وبذلك يدخل في الحصن الإلهي : « كلمة لا إله إلاّ الله حصني فمن دخل حصني أمِنَ عذابي » [1] .
وكيفما كان فمقتضى العبوديّة الخاصّة الدخول في ولاية الله تعالى التي تستلزم التأييد من قبله سبحانه والتسديد والتوفيق الخاصّ ، انظر للأب حينما يكون وليّاً على أطفاله ، فإنّه يقدِّم لهم كلّ شيء ولا يسمح أن يصلهم أيّ أذىً ، ويسعى جاهداً لإيصالهم إلى كمالهم اللائق ، كذلك حينما يتولّى الله تعالى أمر عبد من عباده كما قال : ( اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا ) ( البقرة : 257 ) ، فإنّه يوفّقه بتوفيق خاصّ وعناية خاصّة لأجل إيصاله إلى كماله الذي خُلِقَ لأجله ، ولا يعطي مجالاً لوصول الأذى إليه .
تأسيساً على ذلك يتبيّن أنّ مفتاح الولوج في ساحة الولاية الإلهيّة هي العبوديّة ، فالعبوديّة له تعالى هي الطريق للدخول في حصن الولاية الإلهيّة ، فكلّما كان الإنسان أكثر عبوديّة ، كان قربه أكثر ، وكلّما كان الإنسان أضعف عبوديّة كان أبعد عن ولاية الله تعالى .
وكما أنّ الإنسان إذا تسامى ووصل إلى مقام الولاية الإلهيّة ، يكون الحقّ تعالى لسانه وبصره وأُذنه ويده ورجله ، كذلك قد يتسافل وينحدر فيدخل في ولاية الشيطان فيكون الشيطان وليّه ويأتمر بأمره ؛ قال تعالى حاكياً فعل الشيطان فيمن تولّى أمرهم : ( لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا ) ( الإسراء : 62 ) ;



[1] مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل ، تأليف : خاتمة المحدِّثين الحاج ميرزا حسين النوري الطبرسي ، المتوفّى سنة 1320 ه - ، تحقيق : مؤسّسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ، الطبعة الأولى : 1407 ه - : ج 5 ص 364 .

137

نام کتاب : علم الإمام نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 137
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست