responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : علم الإمام نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 129


مراتب الإسلام وقد أشار القرآن إلى أنّ الإسلام له مراتب متعدّدة :
الأولى : مرتبة القبول لظواهر الأوامر والنواهي بتلقّي الشهادتين لساناً ، سواء وافقه القلب أو خالفه ؛ قال تعالى : ( قَالَتِ الْأَعْرَابُ آَمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ) ( الحجرات : 14 ) ، ويتعقّب الإسلام بهذا المعنى أوّل مراتب الإيمان ، وهو الإذعان القلبي بمضمون الشهادتين إجمالاً ، ويلزمه العمل في غالب الفروع .
الثانية : ما يلي الإيمان بالمرتبة الأولى ، وهو التسليم والانقياد القلبي لجلّ الاعتقادات الحقّة التفصيليّة ، وما يتبعها من الأعمال الصالحة ، وإن أمكن التخطّي في بعض الموارد ؛ قال الله تعالى في وصف المتّقين : ( الَّذِينَ آَمَنُوا بِآَيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ ) ( الزخرف : 69 ) ، وهذه المرتبة من الإسلام متأخّرة عن الإيمان الذي كان في المرتبة السابقة ، فهو غير المرتبة الأولى من الإسلام . ويتعقّب هذا الإسلام المرتبة الثانية من الإيمان ، وهو الاعتقاد التفصيلي بالحقائق الدينيّة ؛ قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ) ( الصف : 10 ، 11 ) ، وفيه إرشاد المؤمنين إلى الإيمان ، فالإيمان غير الإيمان .
الثالثة : ما يلي الإيمان بالمرتبة الثانية ، فإنّ النفس إذا آنست بالإيمان المذكور وتخلّقت بأخلاقه تمكّنت منها وانقادت لها سائر القوى البهيميّة والسبعيّة ، وبالجملة القوى المائلة إلى هوسات الدنيا وزخارفها الفانية الداثرة ، وصار الإنسان يعبد الله كأنّه يراه ، فإن لم يكن يراه فإنّ الله يراه ، ولم يجد في باطنه وسرّه ما لا ينقاد إلى أمره ونهيه أو يسخط من قضائه وقدره ؛ قال الله سبحانه : ( فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ

129

نام کتاب : علم الإمام نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 129
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست