وقوله : فجعله في ركن من العرش تمثيل للعرش بعرش الملك ذي الأركان والقوائم . وقوله : ثمّ ختم على فم القلم كناية عن كون ما كتب في الرقّ قضاءً محتوماً لا يتغيّر ولا يتبدّل . [1] والحاصل أنّ هذه النصوص وكثير غيرها ، تفيد أنّ القلم موجود حيّ ناطق عاقل ، فحينما قال له الحقّ تعالى : اكتب ، ردَّ : ياربّ وما أكتب ؟ فهذا يكشف أنّه ليس موجوداً جامداً كالأقلام المادّية التي نتداولها فيما بيننا . وهذا معنى ما ورد عن إبراهيم الكرخي قال : « سألت جعفر بن محمّد الصادق عليه السلام عن اللوح والقلم ، فقال : هما ملكان » [2] . < فهرس الموضوعات > الأمر السادس : بيان أن النبي وأهل بيته يعلمون ما في الكتاب المبين < / فهرس الموضوعات > الأمر السادس : بيان أن النبي وأهل بيته يعلمون ما في الكتاب المبين في آخر فقرات بحث الكتاب المبين يواجهنا التساؤل التالي : هل لأحد من أولياء الله من النبيِّين والأئمّة الأوصياء عليهم السلام سبيل لمعرفة محتوى الكتاب المبين ، أم يدخل في الغيب المطلق الذي لا سبيل لأحد إليه إلاّ هو سبحانه ؟ < فهرس الموضوعات > الأدلة على أن النبي وأهل بيته يعلمون ما في الكتاب المبين < / فهرس الموضوعات > الأدلة على أن النبي وأهل بيته يعلمون ما في الكتاب المبين < فهرس الموضوعات > الدليل الأول < / فهرس الموضوعات > الدليل الأول قوله تعالى : ( إِنَّهُ لَقُرْآَنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ * لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ ) ( الواقعة : 77 - 79 ) ، وهذه الآيات واضحة الدلالة أنّ هناك سبيلاً إلى المسّ الذي هو العلم ، غير أنّه يقتصر على المطهّرين ، لأنّ ضمير « يمسّه » يرجع
[1] الميزان في تفسير القرآن ، مصدر سابق : ج 18 ص 182 . [2] البرهان في تفسير القرآن ، مصدر سابق : ج 8 ص 85 .