عن علي بن سالم عن أبيه قال : قال أبو عبد الله جعفر بن محمّد الصادق عليهما السلام : « أدنى ما يخرج به الرجل من الإيمان أن يجلس إلى غال فيستمع إلى حديثه ويصدّقه على قوله . إنّ أبي حدّثني عن أبيه عن جدّه عليهم السلام أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قال : صنفان من أمّتي لا نصيب لهما في الإسلام : الغلاة والقدريّة » [1] .
عن ابن أبي عمير عن المفضّل بن مزيد قال : قال أبو عبد الله الصادق عليه السلام ، وذكر أصحاب أبي الخطّاب والغلاة ، فقال لي : « يا مفضّل لا تقاعدوهم ولا تواكلوهم ولا تشاربوهم ولا تصافحوهم ولا تؤاثروهم » [2] .
الصنف الرابع : موقف أهل البيت العملي من الغلاة عن عبد الله بن شريك عن أبيه قال : بينا عليّ عليه السلام عند امرأة من عنزة وهي أُمّ عمرو إذ أتاه قنبر فقال : إنّ عشرة نفر بالباب يزعمون أنّك ربّهم ؟ قال : أدخلهم ، قال : فدخلوا عليه .
فقال : ما تقولون ؟ فقالوا : إنّك ربّنا وأنت الذي خلقتنا وأنت الذي ترزقنا ، فقال لهم : ويلكم لا تفعلوا ، إنّما أنا مخلوق مثلكم . فأبوا أن يقلعوا ، فقال لهم : ويلكم ربّي وربكم الله ، ويلكم توبوا وارجعوا . فقالوا : لا نرجع عن مقالتنا ، أنت ربّنا ترزقنا وأنت خلقتنا .
فقال : يا قنبر آتني بالفعلة ، فخرج قنبر فأتاه بعشرة رجال مع الزبل والمرور ، فأمرهم أن يحفروا لهم في الأرض ، فلمّا حفروا خدّاً أمرنا بالحطب

[1] الخصال ، للصدوق : ج 1 ص 72 ، باب الاثنين ، صنفان لا نصيب لهما في الإسلام ، الحديث : 109 .
[2] اختيار معرفة الرجال ، المعروف برجال الكشّي : ج 2 ص 586 ، الحديث : 525 .

531