الغلوّ فينا كفّروا شيعتنا ونسبوهم إلى القول بربوبيّتنا ، وإذا سمعوا التقصير اعتقدوه فينا ، وإذا سمعوا مثالب أعدائنا بأسمائهم ثلبونا بأسمائنا ، وقد قال الله عزّ وجلّ : ( وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ ) ( الأنعام : 108 ) » [1] . وعن الإمام الصادق عليه السلام قال : « إنّا أهل بيت صدِّيقون لا نخلو من كذّاب يكذب علينا ، فيسقط صدقنا بكذبه عند الناس » [2] . وقال الإمام الصادق عليه السلام يوماً لأصحابه : « لعن الله المغيرة بن سعيد ، ولعن الله يهوديّة كان يختلف إليها يتعلّم منها السحر والشعبذة والمخاريق ، إنّ المغيرة كذب على أبي عليه السلام فسلبه الله الإيمان ، وإنّ قوماً كذبوا عليَّ ، ما لهم أذاقهم الله حرّ الحديد . فوالله ما نحن إلاّ عبيد الذي خلقنا واصطفانا ، ما نقدر على ضرٍّ ولا نفع ، وإن رحمنا فبرحمته ، وإن عذّبنا فبذنوبنا ، والله ما لنا على الله من حجّة ، ولا معنا من الله براءة ، وإنّا لميّتون ومقبرون ومنشرون . . . » [3] . المنشأ الثاني : الأطماع الشخصيّة ومن أبرز نماذج هذا المنشأ : « محمّد بن نصير الفهري » و « حسن بن محمّد القمّي » وقد فضحهما الإمام العسكري عليه السلام كما في قوله : « أبرأُ إلى الله من الفهري والحسن بن محمّد بن بابا القمّي ، فابرأ منهما ، فإنّي محذّرك وجميع
[1] عيون أخبار الرضا : ج 1 ص 272 ، الباب : 28 ، فيما جاء عن الإمام موسى بن جعفر من الأخبار المتفرّقة ، الحديث : 63 . [2] بحار الأنوار : ج 25 ص 287 ، كتاب الإمامة ، باب نفي الغلوّ في النبيّ والأئمّة ، الحديث : 42 . [3] المصدر السابق : ج 25 ص 289 ، الحديث : 46 .