جعفر ، عن عمرو بن سعيد المدائني ، عن أبي عبيدة المدائني ، عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام ، مثله [1] . والرواية في سندها موسى بن جعفر بن وهب البغدادي الذي يروي عنه عمران بن موسى ، وهو مجهول ، لذا قال المجلسي عن الحديث إنّه مجهول [2] . المبحث الثالث : معالجة التنافي بين الروايات الواقع أنّ هذه الروايات التي استدلّ بها على أنّ علم أهل البيت عليهم السلام بالقوّة ، لا تصلح لمعارضة الروايات الدالّة على أنّ علمهم بالفعل وذلك : أوّلاً : إنّ جميع هذه النصوص هي ضعيفة السند - كما تقدّم - . ثانياً : لو افترضنا أنّ تلك الروايات صحيحة السند ، فهي أيضاً غير صالحة لمعارضة الروايات الدالّة على أنّ علمهم فعليّ ، وذلك لأنّها روايات آحاد ، فلا تقاوم ما يقابلها من روايات متضافرة بل متواترة ، مضافاً إلى أنّها أوضح وأصرح وأقوى دلالة . ثالثاً : لو سلّمنا استحكام التعارض بين الطائفتين نقول : إنّ الروايات التي استدلّ بها على أنّ علم الإمام بالقوّة لا دلالة فيها على ذلك . ولكي يتّضح هذا الجواب بشكل جيّد لا بدّ من بيان مقدّمة محقّقة في علم النفس الفلسفي ، حاصلها : تنقسم حواسّ الإنسان إلى ظاهرة وباطنة . أمّا الحواسّ الظاهرة ، فقد ذهب المشهور من الفلاسفة إلى أنّها خمس
[1] الأصول من الكافي ، مصدر سابق : ج 1 ص 258 ، الحديث : 3 . [2] مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول ، مصدر سابق : ج 3 ص 119 .