عن ابن حازم عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال : « قلت له : أرأيت ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة ، أليس كان في علم الله تعالى ؟ قال : فقال : بلى قبل أن يخلق السماوات والأرض » [1] . عن يونس عن ابن حازم قال : « سألت أبا عبد الله عليه السلام : هل يكون اليوم شيء لم يكن في علم الله بالأمس ؟ قال : لا ، من قال هذا فأخزاه الله . قلت : أليس ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة ، أليس في علم الله ؟ قال : بلى قبل أن يخلق الخلق » [2] . ومن جملة ذلك علمه بمصير الإنسان وما يختاره من الخير والشرّ . المقدمة الثانية : ترتّب الجزاء على تحقق الفعل خارجاً لا على العلم الإلهي توضيحه : إنّ الله تعالى وإن كان يعلم منذ الأزل ماذا يختار الإنسان من أفعال الخير والشرّ ، إلاّ أنّه تعالى لا يرتّب أثر الثواب والعقاب على أساس علمه تعالى ، بل الثواب والعقاب إنّما يترتّبان على تحقّق الفعل من الإنسان خارجاً ، ولعلّ أفضل ما يؤكّد هذه الحقيقة هو ما حفلت به النصوص القرآنيّة والروائيّة التي تشير إلى أنّ الدُّنيا دار امتحان واختبار وابتلاء ، ليميز الخبيث من الطيّب ، كما في قوله تعالى : ( مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ) ( آل عمران : 179 ) . وهذا هو المصطلح عليه بالعلم الفعلي في مقابل العلم الذاتي الذي هو عين الذات ، والمراد به أن يرى الحقّ تعالى ذلك العلم الذاتي في الواقع
[1] بحار الأنوار ، مصدر سابق : ج 4 ص 84 ، كتاب التوحيد ، باب العلم وكيفيّته ، الحديث : 14 . [2] المصدر السابق : ج 4 ص 89 ، الحديث : 29 .