responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : علم الإمام نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 212


تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) ( النحل : 78 ) .
الطريق الثاني : التعلّم الربّاني ، وهو ما يطلق عليه بالعلم اللدنيّ ، وقد أشار جملة من المحقّقين إلى هذه الحقيقة .
قال الغزالي : « اعلم أنّ العلم يحصل من طريقين : أحدهما : التعلّم الإنساني . والثاني : التعلّم الربّاني . ويمكن من خلال إلقاء الوحي . وتوضيحه : أنّ النفس إذا كملت ذاتها يزول عنها دنس الطبيعة ودرن الحرص والآمال الفانية ، وتُقبل بوجهها على بارئها ومنشئها ، وتتمسّك بجود مبدعها وتعتمد على إفادته وفيض نوره ، والله تعالى بحسن عنايته يقبل على تلك النفس إقبالاً كليّاً ، وينظر إليها نظراً إلهيّاً ويتّخذ منها لوحاً ، ومن النفس الكلّي قلماً وينقش فيها جميع علومه ، ويصير العقل الكلّي كالمعلِّم ، والنفس القدسيّة كالمتعلِّم ، فيحصل جميع العلوم لتلك النفس وينتقش فيها جميع الصور من غير تعلّم وتفكّر ، ومصداق هذا قوله تعالى لنبيّه صلّى الله عليه وآله : ( وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ ) ( النساء : 113 ) » .
وقد أشار النصّ القرآني إلى الطريق الثاني من خلال قوله تعالى : ( فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آَتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا ) ( الكهف : 65 ) .
علّق الرازي على هذه الآية بقوله : « وأقول تحقيق الكلام في هذا الباب أن نقول : إذا أدركنا أمراً من الأمور وتصوّرنا حقيقة من الحقائق ، فإمّا أن نحكم عليه بحكم وهو التصديق ، أو لا نحكم وهو التصوّر . وكلّ واحد من هذين القسمين فإمّا أن يكون نظريّاً حاصلاً من غير كسب وطلب ، وإمّا أن يكون كسبيّاً .

212

نام کتاب : علم الإمام نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 212
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست