responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : علم الإمام نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 110


الأمر الخامس : النون والقلم والكتاب المبين في البدء لا بدّ من الالتفات إلى أنّ النصوص الروائيّة التي سنتوفّر عليها ، حاولت أن تستخدم المثال بصيغة مكثّفة تطبيقاً لقوله تعالى : ( وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ ) ( العنكبوت : 43 ) . إلاّ أنّ ذلك لا يعني إسقاط الحقائق الواقعيّة والمصاديق الخارجيّة لهذه المفاهيم ما وراء عالمنا المحسوس ، فهي موجودة بحقائقها ، ووظيفة المثال أنّه يساهم في تعقّلها على مستوى الفهم الإنساني .
ذلك لأنّ الناس يختلفون في تلقّيهم للنصوص الدينيّة بحسب اختلاف أفهامهم ، فمن سامع لا حظَّ له منها إلاّ تلقّي ألفاظها وتصوّر مفاهيمها الساذجة من غير تعمّق فيها وسبر لأغوارها ، ومن سامع يتلقّى بسمعه ما يسمعه هؤلاء ثمّ يغور في مقاصدها العميقة ويعقل حقائقها ؛ قال تعالى : ( أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا ) ( الرعد : 17 ) .
في ضوء هذه الحقيقة ، فإنّ عمليّة انتقاش العلوم والمعارف في الكتاب ، تحتاج إلى شيئين هما القلم والدواة ، وقد حاولت روايات الفريقين على نحو مشترك بيان ذلك .
في المعاني بإسناده عن سفيان بن سعيد الثوري عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام في تفسير الحروف المقطّعة في القرآن ، قال : « وأمّا نون فهو نهرٌ في الجنّة ، قال الله عزّ وجلّ : اجمد . فجمد فصار مداداً ، ثمّ قال للقلم : اكتُب فسطّر القلم في اللّوح المحفوظ ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة . فالمداد مدادٌ من نور ، والقلم قلمٌ من نور ، واللوح لوحٌ من نور » .

110

نام کتاب : علم الإمام نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 110
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست