responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عقيدة المسلمين في المهدي نویسنده : مؤسسة نهج البلاغة    جلد : 1  صفحه : 180


جميع أموره ، ونستعينه على رعاية حقوقه ، ونشهد أن لا إله غيره ، وأن محمدا عبده ورسوله ، أرسله بأمره صادعا وبذكره ناطقا ، فأدى أمينا ومضى رشيدا ، وخلف فينا راية الحق من تقدمها مرق ومن تخلف عنها زهق ومن لزمها لحق ، دليلها مكيث الكلام بطئ القيام سريع إذا قام ، فإذا أنتم ألنتم له رقابكم ، وأشرتم إليه بأصابعكم جاءه الموت فذهب به ، فلبثتم بعده ما شاء الله حتى يطلع الله لكم من يجمعكم ويضم نشركم ، فلا تطمعوا في غير مقبل ولا تيأسوا من مدبر ، فإن المدبر عسى أن تزل به إحدى قائمتيه وتثبت الأخرى ، فترجعا حتى تثبتا جميعا .
ألا إن مثل آل محمد _ صلى الله عليه وآله وسلم _ كمثل نجوم السماء إذا خوى نجم طلع نجم ، فكأنكم قد تكاملت من الله فيكم الصنائع ، وأراكم ما كنتم تأملون [1] .



[1] البحار : 51 / 120 ، منهاج البراعة : 7 / 156 ، شرح ابن ميثم : 3 / 6 خطبة ( 97 ) ، وقال : وهذا الفصل يشتمل على إعلامهم بما يكون بعده من أمر الأئمة وتعليمهم ما ينبغي أن يفعل الناس معهم ، ويمنيهم بظهور إمام من آل محمد عقيب آخر ، ووعدهم بتكامل صنايع الله فيهم بما يأملونه من ظهور إمام منتظر . . . إشارة إلى منة الله عليهم بظهور الامام المنتظر وإصلاح أحوالهم بوجوده ، ووجدت له _ عليه السلام _ في أثناء بعض خطبه في اقتصاص ما يكون بعده فصلا يجري مجرى الشرح لهذا الوعد ، وهو أن قال : يا قوم اعلموا علما يقينا أن الذي يستقبل قائمنا من أمر جاهليتكم ليس بدون ما استقبل الرسول من أمر جاهليتكم ، وذلك أن الأمة كلها يومئذ جاهلية إلا من رحم الله ، فلا تعجلوا فيعجل الخرق بكم ، واعلموا أن الرفق يمن ، وفي الأناة بقاء وراحة والامام أعلم بما ينكر ، ولعمري لينزعن عنكم قضاة السوء ، وليقبضن عنكم المراضين ( كذا ) وليعزلن عنكم أمراء الجور ، وليطهرن الأرض من كل غاش ، وليعملن فيكم بالعدل ، وليقومن فيكم بالقسطاس المستقيم ، وليتمنأن ( كذا ) أحياؤكم لأمواتكم رجعة الكرة عما قليل فيعيشوا إذن فإن ذلك كائن ، شرح ابن أبي الحديد : 7 / 84 ، وفي : 7 / 94 : . . . ثم يطلع الله لهم من يجمعهم ويضمهم ، يعني من أهل البيت _ عليه السلام _ ، وهذا إشارة إلى المهدي الذي يظهر في آخر الوقت ، وعند أصحابنا أنه غير موجود الآن وسيوجد ، وعند الإمامية أنه موجود الآن ، قوله - عليه السلام - : فلا تطمعوا في غير مقبل ، ولا تيأسوا من مدبر ، ظاهر هذا الكلام متناقض ، وتأويله أنه نهاهم عن أن يطمعوا في صلاح أمورهم على يد رئيس غير مستأنف الرياسة ، وهو معنى مقبل أي قادم ، تقول : سوف أفعل كذا في الشهر المقبل وفي السنة المقبلة ، أي القادمة ، يقول : كل الرئاسات التي تشاهدونها فلا تطمعوا في صلاح أموركم بشئ منها ، وإنما تنصلح أموركم على يد رئيس يقدم عليكم ، مستأنف الرئاسة خامل الذكر ، ليس أبوه بخليفة ، ولا كان هو ولا أبوه مشهورين بينكم برئاسة ، بل يتبع ويعلو أمره ، ولم يكن قبل معروفا هو ولا أهله الأدنون ، وهذه صفة المهدي الموعود به . ومعنى قوله : ولا تيأسوا من مدبر ، أي وإذا مات هذا المهدي وخلفه بنوه بعده ، فاضطرب أمر أحدهم فلا تيأسوا وتشككوا ، وتقولوا لعلنا أخطأنا في اتباع هؤلاء ، فإن المضطرب الامر منا تستثبت دعائمه ، وتنتظم أموره ، وإذا زلت إحدى رجليه ثبتت الأخرى فثبتت الأولى أيضا . ويروى : فلا تطعنوا في عين مقبل أي لا تحاربوا أحدا منا ولا تيأسوا من إقبال من يدبر أمره منا ، ثم ذكر _ عليه السلام _ أنهم كنجوم السماء ، كلما خوى نجم طلع نجم . خوى : مال للمغيب . ثم وعدهم بقرب الفرج فقال : أن تكامل صنائع الله عندكم ، وروية ما تأملونه أمر قد قرب وقته ، وكأنكم به وقد حضر وكان ، وهذا على نمط المواعيد الإلهية بقيام الساعة فإن الكتب المنزلة كلها صرحت بقربها ، وإن كانت بعيدة عندنا ، لان البعيد في معلوم الله قريب ، وقد قال سبحانه : ( إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا ) . وأنت - أيها القارى الكريم - حكم وجدانك فيما يقوله ابن أبي الحديد فرارا عن المعنى الواضح ، فأمير المؤمنين _ عليه السلام _ تحدث عن مرحلة الانحراف في الأمة ، وظهور العدل بقيام القائم ، لا عن موت القائم وملك أولاده بعده وانحرافهم .

180

نام کتاب : عقيدة المسلمين في المهدي نویسنده : مؤسسة نهج البلاغة    جلد : 1  صفحه : 180
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست