نام کتاب : عقيدة المسلمين في المهدي نویسنده : مؤسسة نهج البلاغة جلد : 1 صفحه : 132
ولم يضحك منذ خلق قط ، فقال له جبرئيل : يا مالك هذا نبي الرحمة محمد فتبسم في وجهه ولم يتبسم لاحد غيره ، فقال رسول الله _ صلى الله عليه وآله وسلم _ : مره أن يكشف طبقا من النار ، فكشف فإذا قابيل ونمرود وفرعون وهامان ، فقالوا : يا محمد اسأل ربك أن يردنا إلى دار الدنيا حتى نعمل صالحا ، فغضب جبرئيل فقال بريشة [1] ع من ريش جناحه فرد عليهم طبق النار . وأما منبر رسول الله _ صلى الله عليه وآله وسلم _ فإن مسكن رسول الله _ صلى الله عليه وآله وسلم _ جنة عدن هي جنة خلقها الله بيده ومعه فيها اثنا عشر وصيا ، وفوقها قبة يقال لها : قبة الرضوان ، وفوق قبة الرضوان منزل يقال له الوسيلة ، وليس في الجنة منزل يشبهه وهو منبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . قال اليهودي : صدقت والله إنه لفي كتاب أبي داود يتوارثونه واحد بعد واحد حتى صار إلي ثم أخرج كتابا فيه ما ذكره مسطورا بخط داود ، ثم قال : مد يدك فأنا أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وأنه الذي بشر به موسى - عليه السلام - وأشهد أنك عالم هذه الأمة ووصي رسول الله [2] قال : فعلمه أمير المؤمنين شرائع الدين .
[1] أي أشار ، وفي معنى القول توسع . [2] غيبة النعماني : 99 - 102 ، وفيه : فتأملوا يا معشر الشيعة - رحمكم الله - ما نطق به كتاب الله عز وجل وما جاء عن رسول الله _ صلى الله عليه وآله وسلم _ ، وعن أمير المؤمنين والأئمة - عليهم السلام - واحد بعد واحد في ذكر الأئمة الاثني عشر وفضلهم وعدتهم من طرق رجال الشيعة الموثقين عند الأئمة . فانظروا إلى اتصال ذلك ووروده متواترا ، فإن تأمل ذلك يجلو القلوب من العمى وينفي الشك ويزيل الارتياب عمن أراد الله به الخير ووفقه لسلوك طريق الحق ، ولم يجعل لإبليس على نفسه سبيلا بالاصغاء إلى زخارف المموهين وفتنة المفتونين . وليس بين جميع الشيعة ممن حمل العلم ورواه عن الأئمة _ عليهم السلام _ خلاف في أن كتاب سليم بن قيس الهلالي أصل من أكبر كتب الأصول التي رواها أهل العلم من حملة حديث أهل البيت _ عليهم السلام _ وأقدمها لان جميع ما اشتمل عليه هذا الأصل إنما هو عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأمير المؤمنين _ عليه السلام _ والمقداد وسلمان الفارسي وأبي ذر ومن جرى مجراهم ممن شهد رسول الله _ صلى الله عليه وآله وسلم _ وأمير المؤمنين _ عليه السلام _ وسمع منهما ، وهو من الأصول التي ترجع الشيعة إليها ويعول عليها ، وإنما أوردنا بعض ما اشتمل عليه الكتاب وغيره من وصف رسول الله _ صلى الله عليه وآله وسلم _ الأئمة الاثني عشر ودلالته عليهم وتكريره ذكر عدتهم ، وقوله إن الأئمة من ولد الحسين تسعة تاسعهم قائمهم ظاهرهم باطنهم وهو أفضلهم ، وفي ذلك قطع لكل عذر ، وزوال لكل شبهة ، ودفع لدعوى كل مبطل ، وزخرف كل مبتدع ، وضلالة كل مموه ، ودليل واضح على صحة أمر هذه العدة من الأئمة لا يتهيأ لاحد من أهل الدعاوي الباطلة - المنتمين إلى الشيعة وهم منهم براء - أن يأتوا على صحة دعاويهم وآرائهم بمثله ، ولا يجدونه في شئ من كتب الأصول التي ترجع إليها الشيعة ولا في الروايات الصحيحة ، والحمد لله رب العالمين . هذا الحديث نبوي ولكن ذكر لشدة المناسبة .
132
نام کتاب : عقيدة المسلمين في المهدي نویسنده : مؤسسة نهج البلاغة جلد : 1 صفحه : 132