نام کتاب : عقائد الإمامية برواية الصحاح الستة نویسنده : السيد محمد علي الحلو جلد : 1 صفحه : 88
بما لديه من مبتنيات بنى عليها نظريته وجاهد في اثبات صحة ما ذهب إليه ، فمدرسة النص اعتمدت على ما وردت من نصوص صحيحة عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في النص على إمامة علي بن أبي طالب والأئمة الباقين من ولده ، وإن منصب الخلافة والإمامة لم يكن إلاّ منصباً إليهاً ، يصطفي الله من عباده من يشاء للتكامل الروحي الذي يصله الإمام وأن العناية الإلهية تتدخل لاصطفاء الإمام ومن ثَمَّ تكون الأمة مأمورة بطاعته ولزوم متابعته . وأهل السنة قدّموا نظريتهم في ترشيح الخلفاء على أساس أجماع الأمة وآراء أهل الحل والعقد ، وليس للنبي في ذلك من شأن بل هي قضية ترجع إلى الأمة لتختار من يصلحها في أمورها وسياسة حياتها . إن استعراضاً سريعاً لحياة خلفاء النظريتين يقدم لنا حلاً للإشكالات المطروحة في المقام ، فالشرائط التي تؤهل الخليفة من أن ينال مقامه بفيض الله وألطافه تراجعت في قائمة خلافة أهل الحل والعقد ، ولم تثبت واحدة منها إلاّ بعد مناورات دفاعية يجيدها كادرٌ متخصص في هذا المجال ، وهي اليوم تتراجع بعد اندحار هذا الأسلوب ، وقد رفضت الأمة التعامل مع مدارس سياسية تاريخية أرست قواعدها السلطات الحاكمة المتعاقبة على العالم الإسلامي ورجالاتها ، فالأمة تقتحم اليوم معركة فكرية ثقافية تنافح بها ثقافات التيار المضاد القادمة من خلف حدود الوطن الإسلامي ، فكان لا بد من إعادة قراءة التاريخ بعقلية جديدة متحررة غير خاضعة لاستعمار دوائر التثقيف الحاكم . فقراءة التاريخ جعلها البعض لا تتعدى عن ترف فني وترفيه أدبي يلجأ إليه القارئ عند أوقات فراغه ، لتمر عليه حبكةً فنيةً قصصيةً عن ورع « الحاكم المؤمن » وهو في مجلس لهوه مذكّراً ندماءه « بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر » مشدداً على ذكر الله واستغفاره ، وكم كان « الحاكم
88
نام کتاب : عقائد الإمامية برواية الصحاح الستة نویسنده : السيد محمد علي الحلو جلد : 1 صفحه : 88