نام کتاب : عقائد الإمامية برواية الصحاح الستة نویسنده : السيد محمد علي الحلو جلد : 1 صفحه : 28
والأمانة ، وهي بعض مؤهلات الإمامة ، فقد كان الناس بالجاهلية يتحاكمون عند ذوي الصفات الكريمة التي تؤهل صاحبها في القضاء عند المنافرة والحكم في الدماء ، والاقرار في المواريث إلى غير ذلك من متطلبات التشريع لدى مجتمع ليست له شرائعه ، لتنظم حياته وتتكفل بأحكامه فقد كان للعرب حكام ترجع إليها في أمورها ، وتتحاكم في منافراتها ومواريثها ومياهها ، ودمائها لأنه لم يكن لهم دين يرجع إلى شرائعه فكانوا يحكّمون أهل الشرف والصدق ، والأمانة والرئاسة ، والسن والمجد والتجربة . . . » [1] . هذا ما كان من حال الناس قبل الإسلام تدفعهم فطرتهم الإنسانية لاختيار حاكمهم ورئيسهم ، وهو شعور نابع من دوافع الحاجة لاختيار ذوي الشرف والصدق والأمانة وذلك لنيل العدل وتوفير الأمن ، وضمان السلام ، ومن كان خلاف ذلك فهو إلى الحيف أقرب وعن العدل أبعد ، فلما جاء الإسلام وهو دين الفطرة أقر ما تسالم عليه الناس قبل ذلك من صفات الحاكم ، وزاد عليها العصمة ، وأضاف إليها العلم ، وزينها بالشجاعة ، وقيدها بالزهد ، وهي من متممات الكمال التي تأخذ بالإمام إلى أرقى درجات المعرفة بالله تعالى ، لتنشأ منها ما يؤهله لتنظيم أمور الناس وسياسة أحوالهم ، وسلامة العلاقة بينهم وبين خالقهم وهي محض العبودية وخلوص الطاعة . وإذا تمعنت في صفات آل أبي طالب الذين غلب عليهم اسم بني هاشم لينصرف إلى علي بن أبي طالب وآله ( عليهم السلام ) لوجدت أن قريش الأئمة قد اختصت بهاشم العلويين ليعني بهم آل علي دون غيرهم ، فعلى رواية عبد الملك بن عمير فإن قريش المقصودون ، هاشم دون غيرهم .