نام کتاب : عقائد الإمامية برواية الصحاح الستة نویسنده : السيد محمد علي الحلو جلد : 1 صفحه : 218
عامة المسلمين في هذا المعنى ؟ أم هو قصورٌ في التصور ، وسنسرد ذلك بالنقاط التالية : أولاً : البداء هو ظهور الشيء بعد خفائه ، كما لو بدا للإنسان رأي جديد في شيء ، وكان قد عزم على عمله من قبل ، ثم تجلت مصلحة قد غفل عنها لجهله بها ، وعدم إحاطته بأسبابها ، ثم بدا له أن يستأنف العمل على حسب ما ظهر له من الصلاح والرضا . وكل هذا غير جائز على الله تعالى ، ذلك لمطلق إحاطته بعلل الأشياء وأسبابها ، وشرائط الأمور وعواقبها . فلا نقض في إرادته ، ولا تبدّل في عزمه ، ولا فراغ عن الأمر بعد خلقه ، ومن نسب له خلاف ذلك ، فإن الإمامية منه براء وهو عندهم كافر ، وقد تبعوا في ذلك قادتهم الأئمة الهداة ، عليهم من الله الزاكيات الطيبات ، فقد أوصوا شيعتهم وشددوا في أمر ذلك وعلى لسان صادقهم ( عليه السلام ) بقوله « إن الله لم يبد له من جهل » وقوله « من زعم أن الله بدا في شيء لم يعلمه أمس فابرأ منه » وقوله « من زعم أن الله تعالى بدا له في شيء بداء ندامة فهو عندنا كافر » . هذا هو قولهم في البداء ، وهذه هي فلسفتهم في علم الله ، وهذا هو دينهم في مصالح الأمور وعواقبها ، ومن نسب إليهم خلاف ذلك فقد حاد عن الحق والصواب . ثانياً : تعتقد الإمامية أن الأشياء مشروطةٌ بشروطها ، وموقوفةٌ على تمامية عللها ، وايجاد مقتضياتها ، يشاركهم في ذلك كافة العقلاء ، ولما كان البداء معناه تعليق أمر على آخر ، وحصول المشروط عند تحقق شرطه ، فإن أموراً ستحصل عند توفر شرائطها ، وايجاد متعلقاتها ، كما ورد في أخبار النبي والأئمة الأطهار ( عليهم السلام ) ، بأن مضاعفة الأرزاق وتأخير الأعمار عن آجالها مشروطة بالدعاء وصلة الأرحام ، وعلى العكس فإن نقص ذلك ، مشروطةٌ بقطيعة ما أُمر به أن يوصل وهو الرحم ، وارتكاب ما نُهي أن
218
نام کتاب : عقائد الإمامية برواية الصحاح الستة نویسنده : السيد محمد علي الحلو جلد : 1 صفحه : 218