نام کتاب : عقائد الإمامية برواية الصحاح الستة نویسنده : السيد محمد علي الحلو جلد : 1 صفحه : 171
ويهدد الأمة بالارتداد ، وكانت ألقوى والحركات السياسية قد اتخذت ما يلزم لخلق هذه الفتنة الصماء ، ثم رفعتها شعاراً للانقضاض على الشرعية ، إلى هنا لم يبق الموقف غامضاً ، فتهافتات المواقف المتشنجة تؤدي بالحدث الإسلامي إلى حرفه جانباً ، لتحل بدله الآراء المنتخبة والمخبأة خلف الجدران ، والأطروحات التبريرية جاهزة لتقديمها للأمة أكلة معسولة تلوكها صباح مساء ، والمحترفون ؛ يُخبّئون في أعبائهم الفارغة كلائش للاعتذار ، تشهر في وجهِ من أراد الحقيقة ، إذن ما الذي تنتظره من ابن أبي طالب أن يفعله أيها السياسي الذي تأبى أن يتحرك وحيداً في خضّم هذه الظروف السياسية المتربصة له بالانقضاض ؟ وما الذي ترجوه أنت أيها المؤرخ أن يتخذه ابن أبي طالب وبين يديك نصوصٌ حُبلى بالنزاعات متوثبة لجولة من التخاصم تُسحَقُ فيها كل الثوابت والبديهيات . وأنت أيها الباحث ، تملك موروثاً نبوياً من النصوص تؤكد خلافة ابن أبي طالب وقد وصلت إليك بعد أكثر من عشر قرون ، فكيف بمن شهد النبي وهو يعتلي منبر ذلك الغدير الحاشد من المسلمين وهو يقول : « من كنت مولاه فهذا علي مولاه » وهل غاب عن أحد منهم ذلك المشهد الذي يُمثِلُ فيه عليٌ أمام النبي ليُسمعه كلمات ربه فيه : « يا علي لا يؤدي عني إلاّ أنا أو أنت » وهل نسي المسلمون كيف يُبعث هارون موسى ليحل في هارون محمد بقوله : أنت مني بمنزلة هارون من موسى ؟ كل هذا يقف البعض ليقول بملء شدقيه : وهل احتج عليٌ بهذه النصوص ؟ نقول : نعم وألف نعم . . قد احتج ابن أبي طالب في الوقت الذي احتاجت الأمة إلى سماع هذه النصوص ، ورددها بعد ما احتاجت تلك النصوص إلى أن تُبعث من جديد ، أما حينما كانت النصوص ، حيّةً طريةً في أذهان الأمة
171
نام کتاب : عقائد الإمامية برواية الصحاح الستة نویسنده : السيد محمد علي الحلو جلد : 1 صفحه : 171