المدارس الرافضة للنصوص النبوية تشكّلت هذه المدارس الرافضة مبكراً في عهد النبوة ، وتبنت صيغة أخرى من استخلاف النبي لقيادة الأمة ، ونافحت من أجل ايجاد البدائل الأخرى بصيغها التفسيرية لما ورد على لسان النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من تقديم خليفته الشرعي للأمة ، وشكّلت هذه التكتلات بؤراً اعلامية رافضة تحاول من خلال جهودها التحفز لمباركة أي محاولة انقلابية تطيح بالشرعية ، فراحت تمهّد الطريق لهذه الجهود ؛ وتهيأ الأجواء لخلق الحالة الأخرى لدى الأمة ، وهي حالة قراءة النصوص النبوية بطريقة مقلوبة ؛ وتلجأها إلى الفهم المحدود من القصود النبوية ؛ والتشويش على صورة الخليفة الشرعي ، عندها ستضطرب الرؤية وستتمكن من سحب البساط من تحت أقدام الشرعية ؛ وبذلك ستطيح بها وهي لم تشارك مباشرة في الأحداث القادمة . لقد كانت من رواد المدرسة الأوائل أم المؤمنين عائشة حيث التزمت موقفاً خاصاً من بين أزواج النبي لإبعاد الخليفة المعيّن عن ساحة الأحداث ، وذلك لأن النصوص النبوية تعدت أباها وقد رغبت أن يكون أبا بكر أول خليفة بعد النبي ، وهي الدوافع الإنسانية التي تدفع بالمرء للانتصار إلى خاصته وحامته ، بل أهله وعشيرته مراعاة للنزعة الشخصية التي يمتلكها أي إنسان بغض النظر عن الوازع الديني الذي يُرتب ما تبعثر من شعور يدفع المرء للتشبث برغباته وأهوائه وكانت أم المؤمنين عائشة قد تعاملت مع

159