نام کتاب : عقائد الإمامية برواية الصحاح الستة نویسنده : السيد محمد علي الحلو جلد : 1 صفحه : 149
صيغة جديدة في اثبات الولاية لابن أبي طالب ، حيث هيّأ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) جواً خاصاً من أجواء التبليغ ، واستخدم لغة أخرى ليسمعها جموع المسلمين ، وقد احتشد ما ينوف على مئة ألف منهم في غدير خم بعد منصرفه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من حجة الوداع ، وفي ذلك اليوم المشهود ، فإذا برسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يرقى رحال الحجيج ليجعله منبراً وقد أشرف على مئة ألف أو يزيدون ، وقد غارت عيونهم من صائفة ذلك اليوم الهجير ، وهو يتصبب عرقاً حيث أجهدته مهمة ( يا أيها الرسول بلّغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ) فهل لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مندوحة من الاعتذار ليُجلس الألوف المؤلفة من الحجيج المنهكين على هذه الأرض الملتهبة بحرارة شمس الحجاز وعواصف المدينة تسفع وجوههم لهيبها ، وتوجر أفواههم غبارها ، وهو الرحيم بهم والشفيق عليهم ليقول لهم من كنت صديقه فعلي صديقه ، من كنت محبوبه فعلي محبوبه ، من كنت وارثه فعلي وارثه [1] ؟ وكيف يليق بحكمة رب العالمين على لسان سيد المرسلين هذا البطر من القول والسفه من الفعل ؟ تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً ، إذن ما الذي حدث حتى جعل رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يوقف مسير الناس فجأة ولم يمهلهم حتى يصلوا مدينتهم وقد أشرفوا عليها بعد حين ، وتطاولت أعناق المسلمين إلى ما سيلقيه رسول الله وهم يتشوقون إلى ذلك الأمر الجليل ويتحفزون إلى سماع ما ألقاه وحي السماء على النبي الكريم وإذا برسول
[1] فسر البعض أن كلمة ولي تعني الصديق أو المحبوب أو الوارث ، وليس من خلافة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) شيئاً يستفاد من كلمة « ولي » هكذا ذهب البعض وحاول افراغ هذا الحديث من محتواه وقد رمى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) باللغو والعبث لأن معنى هذه الكلمة وحسب تفسيرهم لا تستحق الاهتمام منه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) والتنويه عليها لكن الإمامة والخلافة التي قصدها النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في حديثه أبعدتهم عن الحقيقة فراحوا يتشبثون بما هم عليه .
149
نام کتاب : عقائد الإمامية برواية الصحاح الستة نویسنده : السيد محمد علي الحلو جلد : 1 صفحه : 149