نام کتاب : عقائد الإمامية برواية الصحاح الستة نویسنده : السيد محمد علي الحلو جلد : 1 صفحه : 144
والتبليغ أعم من النبوة ومن الإمامة لذا فإن هارن قد بعثه الله نبياً مبلغاً وهو يومئذ ملازم لأخيه موسى فكانت نبوته في حضور موسى لا عند غيبته ، فقد دعا موسى ربه أن يبعث أخاه هارون وقد أطلق في دعائه ولم يقيد في وقت دون وقت ، ولن يسأل ربه أن يبعث هارون نبياً في غيبته ويخلفه في قومه فقط بل دعاه أن يكون وزيراً له ، حليفاً في مهمته ، شريكاً في رسالته . وقد شبّه النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) علياً بهارون ، فكان تشبيه مقام ، ووصفُ منزلة ، وإشراكُ مرتبة ، ولن يقصد النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أن يشبّه علياً بهارون في شكله وطوله وعرضه ، أو شبهه بهارون حين أخلفهُ على أهله ، فإن موسى لن يخلف هارون في أهله بل أخلفه في قومه لتبليغ رسالته ، وعلى هذا فإمّا أن يكون علياً نبياً أو إماماً فإنه لا يخلو من إحدى اثنتين حتى يتم كلامه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من كمال تشبيهه ، والأول باطل لخاتمة نبوته ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فتعيّن الثاني بلا ريب حتى يتم مطلوبه ، ويفي بمقصوده . ويشهد على ما أثبتناه دعائه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فإنه دعا بأن يجعل الله تعالى له ما جعل لموسى من قبل ، فقد شد الله أزر موسى بأخيه وهو في بني إسرائيل بين طغامهم وأمام فراعنتهم ، ورسول الله قد أوذي في الله وهو في حوزة مشركي العرب وأجلافهم . فقد أخرج السيوطي في الدر المنثور عن ابن مردوية والخطيب وابن عساكر عن أسماء بنت عميس قالت رأيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بإزاء ثبير وهو يقول ، أشرف ثبير أشرف ثبير ، اللهم إني أسألك بما سألك أخي موسى أن تشرح لي صدري وأن تيسر لي أمري وأن تحل عقدة من لساني يفقهوا قولي واجعل لي وزيراً من أهلي هارون أخي أشدد به أزري وأشركه في
144
نام کتاب : عقائد الإمامية برواية الصحاح الستة نویسنده : السيد محمد علي الحلو جلد : 1 صفحه : 144