responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عقائد الإمامية برواية الصحاح الستة نویسنده : السيد محمد علي الحلو    جلد : 1  صفحه : 129


نجوة من الأرض ، وقيل أن أصله من النجاة وهو أن تعاونه على ما فيه خلاصه . أو أن تنجو بسرك من أن يطلع عليك [1] .
وقد ظهر منه القاء السر ، وقد خص رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بسرّه علياً ، حيث استخلصه لنفسه يلقي إليه من أسراره ما ضنهُ على أحد من أصحابه ، فهو يناجيه سراً وتارة على مرأى من الصحابة .
لقد كانت التحضيرات النبوية التي اكتنفت علياً منذ صباه تهدف إلى تهيئة المناخ الرسالي المبكر لتلك الشخصية التي ستتحمل أعباء الرسالة عندما يعز اللقاء بين النبي ووصيه ، تقتضي اجراء ما يلزم من تهيئة الأجواء الحافلة لايجاد الشخصية الإلهية لاستحقاق منصب الخلافة ، كما أنه في الوقت نفسه كانت التحضيرات النبوية تختار من الوقائع ما تحتفظ بها ذاكرة الأمة ، وتنتقي من الأساليب ما تتكفل للتعبير عن هذا الغرض أو ذاك ، بل لا تسمح أن تحتمل هذه الإشارات النبوية بدائل أخرى يمكن أن تحل بدل المعنى الذي أراده ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حيث كان النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قد أحكم خططه بما يتناسب وخطورة المهمة فقد هداه الله بما يعزز به حجته ويقتضي سطوع برهانه . إن المناجاة التي استخدمها رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) هي الخلوات التي يحتاجها أي إنسان أن يخلو مع من يحب وتهدأ إليه نفسه ، وكان ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يلقي بهموم ذلك اليوم المضني الذي شهد فيه صراع الرسالة مع مشركي قريش أو منافقي الصحابة ، فإذا أنهكته ملاحات أعدائه ودسائس المنافقين ، ألقى بآلامه حيث تطمئن إليه نفسه الشريفة ويسكن إليه قلبه المهموم ، فيفترش الأرض ، والليل قد ألقى سدوله ، ليناجي ابن عمه وحبيبه علي بن أبي طالب ، فهو الذي عرف كيف يزيح عن قلبه ما أضناه ، كما كان يكشف عن وجهه الكرب وهو في ساحات الوغى .



[1] مفردات الراغب الأصفهاني ص 484 .

129

نام کتاب : عقائد الإمامية برواية الصحاح الستة نویسنده : السيد محمد علي الحلو    جلد : 1  صفحه : 129
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست