responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عقائد الإمامية برواية الصحاح الستة نویسنده : السيد محمد علي الحلو    جلد : 1  صفحه : 125


إيمانه وتقواه ، وعلى ضوء ذلك يستطيع تصحيح مسيرته الإيمانية على أساس الانضباطية التي حددها القرآن وأشار إليها النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . كان حب علي - كما ورد في الحديث الشريف - علامة دالةٌ على إيمان المرء ، وبغضه علامة على نفاقة وقد مثلّت شخصية علي أرقى نموذجية في الانقطاع إلى الله تعالى ، والذوبان في طاعته ، ويمكن القول إن شخصية علي كانت مكسباً إسلامياً مهما حصل عليه المسلم لتصحيح مسيرته الحياتية ، فعلى ضوء سلوك علي يمكن للمسلم تهذيب نوازعه الإنسانية إضافة إلى بناء شخصيته الإسلامية ، وذلك بمحاسبة نفسه ومقارنة سلوكه وتهذيبه بالقياس إلى سلوكية علي ومنهجه الحياتي ، لذا كان النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يشير في حديثه إلى أن المؤمن لا يؤمن حتى يتخذ موقفاً خاصاً من علي بن أبي طالب ، فالحب والولاء والمودة لعلي هي الخطوط البيانية التصاعدية التي تشير إلى الحالة السليمة لإيمان المؤمن ، وعلى عكس ذلك فإن البغض والعداء هي الخطوط التنازلية للدالة التي تشير إلى نفاق المرء ، وهكذا يستطيع المرء فضلاً عن المجتمع الإسلامي معرفة الحالات التصاعدية لصفتي الإيمان والنفاق لدى الأشخاص وذلك عن طريق اتخاذ المواقف الخاصة التي تشير إلى حب أو بغض علي .
إن الذي أوصل علياً إلى هذه المرتبة هو تمام الانقطاع إلى الله تعالى وكمال طاعته ، لذا فإن حب علي يمثل تقدماً جيداً قد وصل إليه المرء في إيمانه بالله ، لأن من أحب الله وذاب في طاعته وأخلص في عبوديته حريٌ به أن يكون مقياساً لسلامة العلاقة بين الفرد وبين ربه وفي الوقت نفسه فقد مثّل بغضُ علي خطاً تراجعياً لدى المرء وحالة انهزامية في طاعته لله ، لأن علياً مظهرٌ من مظاهر العبودية لله ومن أحب الله فقد أحب مظهر عبوديته وكمال طاعته ، وإلى ذلك أشار النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى أن حب علي هي الحالة

125

نام کتاب : عقائد الإمامية برواية الصحاح الستة نویسنده : السيد محمد علي الحلو    جلد : 1  صفحه : 125
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست