نام کتاب : عقائد الإمامية برواية الصحاح الستة نویسنده : السيد محمد علي الحلو جلد : 1 صفحه : 122
الحاكم فعلى الأقل تستجيب لمتطلبات الشهوة وحياة الترف والعبث التي تميل إليه النفس وقد رأت من حاكمها يسلك لذائذ الحياة ومطيّبات العيش ، ويرى المنحرف نفسه ومن حوله عياله مقبوضي اليد عن حقوقهم ، فتدفعه نفسه الأمّارة إلى ارتكاب كل محظور وسلوك كل مسلك لغرض الحصول على حياته الخاصة تماشياً مع النظام الحاكم . ألا ترى أن المجتمع الأموي والعباسي من بعده قد سلك سلوك خلفائه من حياة خاصة والى ذلك أشار صاحب الفخري في الآداب السلطانية ، أن الوليد كان شديد الكلف بالإمارات والأبنية واتخاذ المصانع والضياع وكان الناس يلتقون في زمانه فيسأل بعضهم بعضاً عن الابنية والعمارات ، وكان أخوه سليمان يحب الطعام والنكاح فكان الناس إذا تلاقوا في أيامه سأل بعضهم بعضاً عن الطعام والنكاح . وكان عمر بن عبد العزيز صاحب عبادة وتلاوة فكان الناس إذا تلاقوا في أيامه سأل بعضهم بعضاً : ما وردك الليلة ؟ وكم تحفظ من القرآن ؟ وكم تقوم من الشهر [1] . أي أن الناس يعكسون الحالة العامة والخاصة للخليفة فيتدينون بها ، والناس على دين ملوكهم كما يقال . لذا فقد سجلت عمليات السطو المسلح وتشكيلات قطاع الطرق أرقاماً قياسية في فترتي الحكمين الأموي والعباسي ، وذلك إما لحاجة الناس إلى سد رمقهم حتى لم يحصلوا عليه إلاّ بهذه الوسائل وقد تكدست مجاميع الشحاذين في شوارع المدن وعلى جوانب الطرقات ، وإما اختيار البعض للحاية الخاصة اقتداءً بحاكمها فترتكب السلوك المنحرف للوصول إلى ما تتوق إليه النفس .
[1] الفخري في الآداب السلطانية 127 مكتبة الثقافة العربية القاهرة .
122
نام کتاب : عقائد الإمامية برواية الصحاح الستة نویسنده : السيد محمد علي الحلو جلد : 1 صفحه : 122