responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عقائد الإمامية برواية الصحاح الستة نویسنده : السيد محمد علي الحلو    جلد : 1  صفحه : 120


على ابنته دليل على ترفعه عن الدنيا ، وقد تعلّم من رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حياة الزهد والتواضع . إن انتهاج علي لهذا المنحى من الحياة كان الأوفق بقدسية الخلافة والأليق بمهمة القيادة فخليفة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) تجبى إليه الأموال من شرق الأرض وغربها ثم يعد نفسه واحداً من المسلمين يأخذ حصته كأحدهم ويحتاج كما يحتاج الضعفة من المسلمين وينتظر عطاءه من بيت المال كما ينتظر المسلمون عطاءهم ، والأمة إذا نظرت إلى خليفتها وقد سلك حياة الضعفة من الناس فإنها ستقنع بما أتاها الله من الرزق ولا تحيد عندئذ إلى الاعتداء على حقوق الغير لرضاها بحياتها البسيطة المتواضعة ، وهذه دروس أخلاقية استفادتها الأمة من خليفتها خصوصاً ذوي الحاجة منهم وهم يرون خليفة رسول الله يقنع بحياة أضعفهم ، فلم يستأثر بأموالهم ولن يستولي على عطائهم ، وقد نظمت الأمة مواردها الاقتصادية على ضوء ما سلكه الخليفة من توزيع العطاء على الرعية بالتساوي فلا اعتداء ولا ابتزاز ولا حالات اختلاس تتوق النفوس المريضة إلى ارتكابها ، فما الداعي إلى ذلك وقد رأت خليفتها وهو يعيش حياتها ويسلك سلوكها ؟ .
فعن علي بن ربيعة عن علي بن أبي طالب قال : جاءه ابن النباح فقال يا أمير المؤمنين امتلأ بيت مال المسلمين من صفراء وبيضاء فقال : الله أكبر فقام متوكئاً على ابن النباح حتى قام على بيت مال المسلمين فقال :
هذا جناي وخياره فيه * وكل جان يده إلى فيه يا ابن النباح عليَّ بأشياع الكوفة ، فنودي في الناس فأعطى جميع ما في بيت مال المسلمين وهو يقول : يا صفراء ويا بيضاء غري غيري ها وها . حتى ما بقي منه دينار ولا درهم ثم أمر بنضحه وصلى فيه ركعتين [1] .



[1] حلية الأولياء للحافظ أبي نعيم الأصفهاني ج 1 ص 81 وما بعدها .

120

نام کتاب : عقائد الإمامية برواية الصحاح الستة نویسنده : السيد محمد علي الحلو    جلد : 1  صفحه : 120
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست