نام کتاب : عقائد الإمامية برواية الصحاح الستة نویسنده : السيد محمد علي الحلو جلد : 1 صفحه : 123
لذا فقد كان المجتمع الكوفي ابّان فترة حكم الإمام ، مجتمعاً هادئاً كيّساً ، لم تسجل فيه حالات الاعتداء والعبث إلاّ ما ندر ، وذلك لاقتداء الأمة بخليفتها وقد ترفّع عن كل عيب وسما عن كل نقص . المناقشة الرابعة : - في خصائص علي ( عليه السلام ) : نوّه النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) على فضل علي وموضعه منه ، وصرّحَ بأن علياً منه وهو من علي ، وهي المعادلة الخطيرة التي قدّمها النبي لأمته ورجا أن تأخذ بها وتعمل على أساسها ، وقد أولى النبي عناية فائقة في اختيار اللفظ الذي يعبّر عن حجم العلاقة بينهما ثم هو يوضح عن مكنون ما انطوت عليه نفسه الشريفة وما أثمرته سني الملازمة وقد ترعرع علي بين رعايته له وبين حب خديجة إياه وقد أولاه اهتماماً وكانت حصيلته ذوبان علي في نفس النبي . كانت لشخصية علي أبعاداً لم يدركها سوى النبي ، وكانت لشخصية النبي معان لم يدركها غير علي ، وقد أعطت هذه العلاقة المتبادلة في المعرفة بعداً أعمق من انصهار شخصية علي ؛ حتى فني عليّ في النبي ليحوز على أحادية الذات المقدسة النبوية . لقد عبّر النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عن علاقته بعلي بأنها وحدة الفيض الصادر عن الحق تعالى اتماماً لكلمة الرسالة التي جعلها فيه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حتى قال : أنا وعلي من شجرة واحدة وسائر الناس من أشجار شتى [1] . ولعل الشجرة التي أشار إليها رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) هي الفيض الإلهي الذي