نام کتاب : عصمة الأنبياء في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 82
وقال سبحانه : ( وَقالَ الشَّيْطانُ لَمّا قُضِىَ الأمْرُ إنَّ اللهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الحَقّ وَوعَدتُكُمْ فَأخْلَفْتُكُمْ وَما كانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطانٍ إلاّ أنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلومُوني وَلُومُوا أنْفُسَكُمْ ) . ( 1 ) وهذه الآيات ونظائرها تشهد بوضوح على أنّ الشيطان وجنوده كانوا يسعون بشدة وحماس في حضّ الناس على مخالفة الأنبياء والرسل ، وكانوا يخدعونهم بالعدة والأماني ، وعند ذلك يتضح مفاد الآية ، قال سبحانه : ( وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلاّ إذا تمنى ( أي إذا فكّر في هداية أُمّته وخطّط لذلك الخطط ، وهيّأ لذلك المقدمات ) ألقى الشيطان في أُمنيّته ) ( بحض الناس على المخالفة والمعاكسة وإفشال خطط الأنبياء حتى تصبح المقدمات عقيمة غير منتجة ) . 3 . ما معنى نسخه سبحانه ما يلقيه الشيطان ؟ إذا عرفت هذا المقطع من الآية يجب أن نقف على مفاد المقطع الآخر منها وهو قوله سبحانه : ( فينسخ الله ما يلقي الشيطان ) وما معنى هذا النسخ ؟ والمراد من ذاك النسخ ما وعد الله سبحانه رسله بالنصر ، والعون والإنجاح ، قال سبحانه : ( إنّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الحَياةِ الدُّنْيا ) ( 2 ) وقال سبحانه : ( كَتَبَ اللهُ لأغْلِبَنَّ أنَا وَرُسُلِي إنَّ اللهَ قَوِىّ عَزِيزٌ ) ( 3 ) وقال سبحانه : ( بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقّ عَلَى الباطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإذا هُوَ زاهِقٌ ) . ( 4 )