نام کتاب : عصمة الأنبياء في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 79
وعلى ذلك فيجب علينا أن نقف على أُمنية الرسل والأنبياء من طريق الكتاب العزيز ، ولا يشك من سبر الذكر الحكيم انّه لم يكن للرسل والأنبياء ، أُمنية سوى نشر الهداية الإلهية بين أقوامهم وإرشادهم إلى طريق الخير والسعادة ، وكانوا يدأبون في تنفيذ هذا المقصد السامي ، والهدف الرفيع ولا يألون في ذلك جهداً ، وكانوا يخططون لهذا الأمر ، ويفكّرون في الخطة بعد الخطة ، ويمهدون له قدر مستطاعهم ، ويدل على ذلك جمع من الآيات نكتفي بذكر بعضها : يقول سبحانه في حق النبي الأكرم : ( وَما أكْثَرُ النّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنينَ ) . ( 1 ) ويقول أيضاً : ( فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَراتٍ إنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِما يَصْنَعُونَ ) . ( 2 ) ويقول أيضاً : ( إنْ تَحْرِصْ عَلى هُداهُمْ فَإنَّ اللهَ لا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ وَما لَهُمْ مِنْ ناصِرينَ ) . ( 3 ) ويقول سبحانه : ( إنَّكَ لاتَهْدِي مَنْ أحْبَبْتَ وَلكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ ) . ( 4 ) ويقول سبحانه : ( فَذَكّرْ إنَّما أنْتَ مُذَكّر * لَسْتَ عَلَيْهِمْ بُمُصَيْطِرٍ ) . ( 5 ) هذا كلّه في حق النبي الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . ويقول سبحانه حاكياً عن استقامة نوح في طريق دعوته : ( وَإنّي كُلَّما