نام کتاب : عصمة الأنبياء في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 47
العصمة التي سنبيّنها في الأبحاث الآتية . هذا منطق العقل ، وأمّا منطق الوحي فهو يؤكد على مصونية النبي في تبليغ الرسالة في المجالات الثلاثة الماضية ، وإليك بيان ذلك : القرآن وعصمة النبي في مجال تلقى الوحي و . . . هناك آيات تدل على العصمة في ذلك المجال نذكرها واحدة بعد الأُخرى : الآية الأُولى ( عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أحَداً ) . ( 1 ) ( إلاّ مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ فَإنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً ) . ( 2 ) ( لِيَعْلَمَ أنْ قَدْ أبْلَغُوا رِسالاتِ رَبّهِمْ وَأحاطَ بِما لَدَيْهِمْ وَأحْصى كُلَّ شَيئ عَدَداً ) . ( 3 ) إنّ دلالة الآيات هذه على مصونية الرسل والأنبياء في مجال تلقى الوحي وما يليه من التحفظ والتبليغ تتوقف على توضيح بعض مفرداته : 1 . قوله : ( فلا يظهر ) من باب الافعال بمعنى الاعلام كما في قوله سبحانه : ( وَأظْهَرَهُ اللهُ عَلَيْهِ عرّف بَعْضَهُ وَأعْرضَ عَن بَعْضٍ ) . ( 4 ) 2 . لفظة ( من ) في قوله : ( من رسول ) بيانية تبين المرضى عند الله ،