نام کتاب : عصمة الأنبياء في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 305
لم أنس ولم تقصر ، قال : بلى قد نسيت . فصلى ركعتين ثم سلم ، ثم كبّر فسجد مثل سجوده أو أطول ، ثم رفع رأسه فكبّر ، ثم وضع رأسه فكبّر فسجد مثل سجوده أو أطول ، ثم رفع رأسه وكبّر . ( 1 ) هذا ما رواه أهل السنّة كما رووا غيره أيضاً . أمّا الشيعة فقد رووا أحاديث حول الموضوع نقلها العلاّمة المجلسي في « بحاره » . ( 2 ) ولا يتجاوز مجموع ما ورد في هذا الموضوع عن اثنى عشر حديثاً ، كما أنّ أخبار نوم النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عن صلاة الصبح لا تتجاوز عن ستة أحاديث . ( 3 ) لكن الجواب عن هذه الروايات بأحد أمرين : الأوّل : ما ذكره المفيد في الرسالة المومأ إليها من أنّها أخبار آحاد لا تثمر علماً ، ولا توجب عملاً ، ومن عمل على شيء منها فعلى الظن يعتمد في عمله بها دون اليقين . ( 4 ) الثاني : ما ذكره الصدوق من التفريق بين سهو النبي وسهو الآخرين بما عرفت ، والله العالم بالحقائق . ثم الظاهر من السيد المرتضى ، تجويز النسيان على الأنبياء حيث قال في تفسير قوله سبحانه : ( لا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ ) ( 5 ) : إنّ النبي إنّما لا يجوز عليه النسيان فيما يؤدّيه عن الله تعالى أو في شرعه أو في أمر يقتضى التنفير عنه ، فأمّا فيما هو خارج عمّا ذكرناه ، فلا مانع من النسيان . ( 6 )