نام کتاب : عصمة الأنبياء في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 250
الله ) مات مؤمناً ، وأنّ آمنة بنت وهب كانت على التوحيد ، وأنّها تحشر في جملة المؤمنين . ( 1 ) أقول : الاستدلال بالآية يتوقف على كون المراد منها نقل روحه من ساجد إلى ساجد ، وهو المروي عن ابن عباس في قوله تعالى : ( وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدين ) ( 2 ) قال : من نبي إلى نبي حتى أُخرجت نبياً . ( 3 ) وقد ذكره المفسرون بصورة أحد الاحتمالات ، ولكنّه غير متعين ، لاحتمال أن يكون المراد إنّه يراك حين تقوم للصلاة بالناس جماعة ، وتقلّبه في الساجدين عبارة عن تصرفه فيما بينهم بقيامه وركوعه وسجوده إذا كان إماماً لهم . وأمّا الاستدلال بالحديث ، فهو مبني على أنّ من كان كافراً فليس بطاهر ، وقد قال سبحانه : ( إنَّما المُشرِكُونَ نَجَسٌ ) ( 4 ) لكن الحجة هي الاتفاق والإجماع ، مضافاً إلى ما تضافر من الروايات حول طهارة والدي النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) التي جمعها الحافظ أبو الفداء ابن كثير في تاريخه قال : وخطب النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وقال : « أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب . . . وما افترق الناس فرقتين إلاّ جعلني الله في خيرها ، فأُخرجت من بين أبوي ، فلم يصبني شيء من عهر الجاهلية ، وخرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح من لدن آدم حتى انتهيت إلى أبي وأُمي ، فأنا خيركم نفساً ، وخيركم أباً » . ( 5 ) وعن عائشة قالت : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : « قال لي جبرئيل : قلّبت الأرض من مشارقها ومغاربها فلم أجد رجلاً أفضل من محمد ، وقلّبت الأرض مشارقها
1 . أوائل المقالات : 12 - 13 . 2 . الشعراء : 219 . 3 . البداية والنهاية : 2 / 239 ، طبعة دار الكتب العلمية ، بيروت ، الطبعة الرابعة - 1408 ه . . 4 . مفاتيح الغيب : 6 / 431 . والآية من سورة التوبة : 28 . 5 . البداية والنهاية : 2 / 238 .
250
نام کتاب : عصمة الأنبياء في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 250