نام کتاب : عصمة الأنبياء في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 169
3 . هل الخصمان كانا من جنس البشر ؟ إنّ القرائن الحافة بالآية تشعر بأنّ الخصمين لم يكونا من جنس البشر ، وهذه القرائن عبارة عن : 1 . تسوّرهم المحراب ودخولهم عليه دخولاً غير عادي مع أنّ طبع الحال يقتضي أن يكون محرابه محفوفاً بالحرس ولا أقل بمن يطلعه على الأمر ، فلو كان الدخول بإذنهم كان داود ( عليه السلام ) مطّلعاً عليه ولم يكن هناك أيّ فزع . 2 . خطاب الخصمين لداود ( عليه السلام ) بقولهم : ( لا تخف ) مع أنّ هذا الخطاب لا يصح أن تخاطب به الرعية الراعي ، وطبيعة الحال تقتضي أن يخاطب به الراعي الرعية . 3 . إنّ خطابهما لداود بما جاء في الآية ، أشبه بخطاب ضيف إبراهيم له ( عليه السلام ) ، يقول سبحانه : ( وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إبْرَاهِيمَ * إذْ دَخَلُواْ عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلاماً قَالَ إنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ * قَالُوا لا تَوْجَلْ إنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ ) ( 1 ) ، ويقول سبحانه : ( فَأوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلامٍ عَلِيمٍ ) . ( 2 ) 4 . تنبهه ( عليه السلام ) بأنّه كان فتنة من الله له وامتحاناً منه ، وهي تشعر بأنّ الواقعة لم تكن عادية ، وهذا يناسب كون الدعوى مطروحة من جانبه سبحانه عن طريق الملائكة . 5 . إنّ الهدف من طرح تلك الواقعة كان لغاية تسديده في خلافته وحكمه بين الناس حتى يمارس القضاء بالنحو اللائق بساحته ولا يغفل عن التثبت
1 . الحجر : 51 - 53 . 2 . الذاريات : 28 .
169
نام کتاب : عصمة الأنبياء في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 169