نام کتاب : عصمة الأنبياء في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 144
وانقياد لا تصاحبه مخالفة ، وقد أوضحنا عند البحث عن العصمة أنّ إحدى أُسس العصمة هو العلم اليقين بنتائج المآثم وعواقب المخالفة علماً لا يغلب ، وانكشافاً لا يقهر ، وهذا العلم الذي كان يصاحب يوسف هو الذي صدّه عمّا اقترحت عليه امرأة العزيز . ويمكن أن يكون المراد منه سائر الأُمور التي تفيض العصمة على العباد التي أوضحنا حالها . ( 1 ) 4 . دلالة الآية على عصمة يوسف ( عليه السلام ) إنّ الآية على رغم ما ذهبت إليه المخطّئة تدل على عصمة يوسف ( عليه السلام ) قبل أن تدلّ على خلافها . توضيحه : إنّه سبحانه بيّن همّ العزيزة على وجه الإطلاق وقال : ( وهمّت به ) ، وبيّن همّ يوسف بنحو الاشتراط وقال : ( وهمَّ بها لولا أن رأي برهان ربّه ) ، فالقضية الشرطية لا تدل على وقوع الطرفين خصوصاً مع كلمة « لولا » الدالة على عدم وقوعهما . فإن قلت : إنّ كلاًّ من الهمين مطلق حتى الهم الوارد في حق يوسف وانّما يلزم التعليق لو قلنا بجواز تقدم جواب لولا الامتناعية عليها وهو غير جائز بالاتفاق وعليه فيكون قوله : ( وهمّ بها ) مطلقاً إذ ليس جواباً لكلمة « لولا » . قلت : إنّ جواب « لولا » محذوف وتقديره « لهمّ بها » وليست الجملة المتقدمة جواباً لها حتى يقال : إنّ تقدم الجواب غير جائز بالاتفاق ، ومع ذلك فليست تلك الجملة مطلقة ، بل هي أيضاً مقيدة بما قيد به الجواب ، لأنّه إذا كان
1 . راجع ص 21 - 25 من هذا الكتاب .
144
نام کتاب : عصمة الأنبياء في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 144