نام کتاب : عصمة الأنبياء في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 143
من قبيل الثاني ، فقوله سبحانه : ( ولقد همّت به وهمّ بها لولا أن رأي برهان ربّه ) يؤوّل إلى جملتين : إحداهما مطلقة ، والأُخرى مشروطة . أمّا المطلقة فهي قوله : ( ولقد همّت به ) ، وهو يدل على تحقّق « الهم » من عزيزة مصر بلا تردد . أمّا المقيدة فهي قوله : ( وهمّ بها لولا أن رأي برهان ربّه ) وتقديره : « لولا أن رأي برهان ربّه لهمّ بها » فيدل على عدم تحقق الهم منه لما رأي برهان ربّه ، وأمّا الجملة المتقدمة على « لولا » أعني قوله ( وهم بها ) فلا تدل على تحقق الهم ، لأنّها ليست جملة منفصلة عمّا بعدها ، حتى تدل على تحقق الهمّ ، وانّما هي قائمة مكان الجواب ، فتكون مشروطة ومعلّقة مثله ، وسيوافيك تفصيله عن قريب . 3 . ما هو البرهان ؟ البرهان هو الحجة ويراد به السبب المفيد لليقين ، قال سبحانه : ( فَذَانِكَ بُرْهَانانِ مِنْ رَبِّكَ إلَى فِرْعَوْنَ وَمَلائِه ) ( 1 ) ، وقال تعالى : ( يَا أيُّها النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِكُمْ ) ( 2 ) وقال سبحانه : ( أإلهٌ مَعَ اللهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ) ( 3 ) هو الحجة اليقينية التي تجلى الحق ولا تدع ريباً لمرتاب ، وعلى ذلك فيجب أن يعلم ما هذا البرهان الذي رآه يوسف ( عليه السلام ) ؟ والذي يمكن أن يكون مصداق البرهان في المقام هو العلم المكشوف واليقين المشهود الذي يجر النفس الإنسانية إلى طاعة لا تميل معها إلى معصية ،