نام کتاب : عصمة الأنبياء في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 271
الآية الأُولى : الهداية بعد الضلالة ؟ إنّ قوله سبحانه : ( وَوَجَدَكَ ضَالاً فَهَدَى ) هل يتضمن هدايته بعد الضلالة ؟ وقد ذكر المفسرون للآية عدّة احتمالات أنهاها الرازي في تفسيره إلى ثمانية ، لكن أكثرها من مخترعات الذهن ، لأجل الإجابة عن استدلال الخصم على كونه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كان ضالاً قبل البعثة ، غير مؤمن ولا موحد ، فهداه الله سبحانه ، ولكن الحق في الجواب أن يقال : إنّ الضال يستعمل في عرف اللغة في موارد : 1 . الضال : من الضلالة : ضد الهداية والرشاد . 2 . الضال : من ضل البعير : إذا لم يعرف مكانه . 3 . الضال : من ضل الشيء : إذا ضؤل وخفى ذكره . وتفسير الضال بأيّ واحد من هذه المعاني لا يثبت ما تدّعيه المخطّئة سواء أجعلناها معاني مختلفة جوهراً وشكلاً ، أم جعلناها معنى واحداً جوهراً ومختلفاً شكلاً وصورة ، فإنّ ذلك لا يؤثر فيما نرتئيه ، وإليك توضيحه : أمّا المعنى الأوّل : فهو المقصود من تلك اللفظة في كثير من الآيات ، قال سبحانه : ( غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ ) ( 1 ) ، لكن الضلالة بمعنى ضد الهداية والرشاد يتصور على قسمين : قسم : تكون الضلالة فيه وصفاً وجودياً ، وحالة واقعية كامنة في النفس ،
1 . الحمد : 7 .
271
نام کتاب : عصمة الأنبياء في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 271