نام کتاب : عصمة الأنبياء في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 160
البحث عن آدم وحواء إذ : ( قَالا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أنْفُسَنَا وَإنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرينَ ) ( 1 ) 4 . وأمّا قوله سبحانه : ( فعلتها إذاً وأنا من الضالين ) ، فالمراد من الضلال هو الغفلة عمّا يترتب على العمل من العاقبة الوخيمة ، ونسيانها ، وليس ذلك أمراً غريباً ، فقد استعمل في هذين المعنيين في الذكر الحكيم ، قال سبحانه : ( مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أنْ تَضِلَّ إحْداهُمَا فَتُذَكِرَ إحْدَاهُمَا الأُخْرَى ) ( 2 ) ، فالمراد نسيان أحد الشاهدين وغفلته عما شهد به ، وقال سبحانه : ( أَإذَا ضَلَلْنَا فِي الأرْضِ أَإنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ ) ( 3 ) أي إذا غبنا فيها . قال في لسان العرب : الضلال : النسيان وفي التنزيل : ( مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أنْ تَضِلَّ إحْداهُمَا فَتُذَكِرَ إحْدَاهُمَا الأُخْرَى ) أي يغيب عن حفظها ، ومنه قوله تعالى : ( فعلتها إذاً وأنا من الضالين ) وضللت الشيء : أنسيته . وأصل الضلال : الغيبوبة يقال ضل الماء في اللبن إذا غاب ، ومنه قوله تعالى : ( أَإذَا ضَلَلْنَا فِي الأرْضِ أَإنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ ) ( 4 ) . وعلى الجملة : إنّ كليم الله يعترف بتلك الجملة عندما اعترض عليه فرعون بقوله : ( وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين ) ويعتذر عنها بقوله : ( فعلتها إذاً وأنا من الضالين ) ، والمناسب لمقام الاعتذار هو تفسير الضلال بالغفلة عمّا يترتب على العمل من النتائج ونسيانها .