نام کتاب : عصمة الأنبياء في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 126
الآية الأُولى ( وكَذَلِكَ نُرِى إبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمواتِ وَالأرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ المُوقِنِينَ * فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ الليْلُ رَأى كَوْكَباً قَالَ هَذَا رَبّي فَلَمَّا أفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِين * فَلَمّا رَأى القَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَذَا رَبّي فَلَمَّا أفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِني رَبّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ * فَلَمَّا رَأى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبّي هَذَا أكْبَرُ فَلَمَّا أفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إنّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْركُونَ ) ( 1 ) قالت المخطّئة : إنّ قوله : ( هذا ربي ) في المواضع الثلاثة ظاهر في أنّه ( عليه السلام ) كان يعتقد في وقت من الأوقات بربوبية هذه الأجرام السماوية ، وهذا ممّا لا يجوز على الأنبياء عند العدلية ، وإن زعمت العدلية أنّه ( عليه السلام ) تكلّم بها ظاهراً غير معتقد باطناً ، فهذا أيضاً غير جائز على الأنبياء ، لأنّه يقول شيئاً غير معتقد به ، وهو أمر قبيح سواء سمّي بالكذب أم لا . والجواب : إنّ الاستدلال ضعيف ، لأنّ الحال لا تخلو من إحدى صورتين : الأُولى : إنّ إبراهيم كان في مقام التحرّي والتعرّف على الربّ المدبّر للعالم ، ولم يكن آنذاك واقفاً على الحقيقة ، لأنّه - كما قيل - كان صبياً لم يبلغ الحلم ، وصار بصدد التحقيق والتحري ، فعندئذ طرح عدّة احتمالات واحداً بعد واحد ، ثم شرع في إبطال كل واحد منها ، إلى أن وصل إلى الرب الواقعي والمدبّر الحقيقي . وهذا نظير ما يفعله الباحثون عن أسباب الظواهر وعللها ، فتراهم يطرحون على طاولة التحقيق سلسلة من الفرضيات والاحتمالات ، ثم يعمدون إلى التحقيق عن حال كل واحد منها إلى أن يصلوا إلى العلة الواقعية ، وعلى هذا يكون معنى
1 . الأنعام : 75 - 78 .
126
نام کتاب : عصمة الأنبياء في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 126