وقد دفعت هذه السياسة العلويين إلى الثورة على العباسيين ، فكانت ثورة فخ وهو مكان قرب مكة ، يعرف بوادي الزاهرية . ( معجم البلدان : 4 / 237 ) . قال اليعقوبي في تاريخه : 2 / 404 : « وبويع لموسى الهادي بن محمد المهدي ، وأمه أم ولد يقال لها الخيزرانة بماسبذان ، وكان غائباً بجرجان وأخذ له أخوه هارون البيعة . . . وارتحل من جرجان بعد ثلاثة أيام إلى العراق فنزل بعيسى آباذ ، وكان المهدي بنى هذا الموضع فاستتمه موسى وكان به منزله ، وولى الغطريف بن عطاء خاله خراسان وأعمالها ، فقدم خراسان وكانت هادئة والأمور ساكنة والملوك في الطاعة ، فظهر منه أمور قبيحة وضعف شديد فاضطربت البلاد ، وتحرك جماعة من الطالبيين ، وصاروا إلى ملوك النواحي فقبلوهم ووعدوهم بالنصر والمعونة ، وذلك أن موسى ألح في طلب الطالبيين وأخافهم خوفاً شديداً وقطع ما كان المهدي يجريه لهم من الأرزاق والأعطية ، وكتب إلى الآفاق في طلبهم وحملهم ! فلما اشتد خوفهم وكثر من يطلبهم ويحث عليهم ، عزم الشيعة وغيرهم إلى الحسين بن علي بن الحسن بن الحسن بن علي ، وكان له مذهب جميل وكمال ومجد ، وقالوا له : أنت رجل أهل بيتك ، وقد ترى ما أنت وأهلك وشيعتك فيه من الخوف والمكروه ، فقال : وإني وأهل بيتي لا نجد ناصرين فننتصر ، فبايعه خلق كثير ممن حضر الموسم فقال لهم : إن الشعار بيننا أن ينادي رجل : من رأى الجمل الأحمر ، فما وافاه إلا أقل من خمس مائة ، وكان ذلك في سنة 169 بعد انقضاء الموسم ، فلقيه سليمان بن أبي جعفر ، والعباس بن محمد بن علي ، وموسى بن عيسى بفخ ، فانهزم ومن كان معه وافترقوا ، وقتل