امرأة المهدي ، وكان المهدي بالري قبل شخوص أبي جعفر ، فأوصاها بما أراد وعهد إليها ودفع إليها مفاتيح الخزائن ، وتقدم إليها وأحلفها ووكد الإيمان أن لا تفتح بعض تلك الخزائن ، ولا تطلع عليها أحداً لا المهدي ولا هي ! إلا أن يصح عندها موته ، فإذا صح ذلك اجتمعت هي والمهدي وليس معهما ثالث حتى يفتحا الخزانة ! فلما قدم المهدي من الري إلى مدينة السلام ، دفعت إليه المفاتيح وأخبرته عن المنصور أنه تقدم إليها فيه ألا يفتحه ولا يطلع عليه أحداً حتى يصح عندها موته ، فلما انتهى إلى المهدي موت المنصور وولي الخلافة ، فتح الباب ومعه ريطة فإذا أزج كبير فيه جماعة من قتلاء الطالبيين وفي آذانهم رقاع فيها أنسابهم ! وإذا فيهم أطفال ورجال شباب ومشايخ ، عدة كثيرة ! فلما رأى ذلك ارتاع لما رأى ، وأمر فحفرت لهم حفيرة فدفنوا فيها وعمل عليهم دكان » ! والأزج غرفة مخروطية داخل غرفة ( راجع : لسان : 2 / 208 ، والصحاح : 1 / 298 ) وكان فيها جماجم العلويين رضوان الله عليهم ، وذنبهم أنهم شخصيات يخشى المنصور أن يخالفوا ابنه المهدي بعده فيثوروا عليه ، فقتلهم ولم يُسلِّم جثثهم لذويهم ، واحتفظ بهم نموذجاً ليورثه لابنه ويؤكد عليه مواصلة سياسته في إبادتهم ! ولعله كتب نسب كل منهم في رقعة ليقول لابنه لا تخف من كونهم أبناء النبي ( صلى الله عليه وآله ) وفاطمة وعلي ( عليهما السلام ) ! ولم يسمع المهدي كلام أبيه المنصور فكان حكمه فسحة للإمام الكاظم ( عليه السلام ) وشيعته ، لكن ابنه موسى الهادي واصل سياسة جده المنصور وعمل لإبادة الأئمة من أهل البيت ( عليهم السلام ) وكل ذرية النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وكذا ابنه هارون الرشيد !