فإذا دعا ولي الله بغذائه أتي بما تشتهي نفسه عند طلبه الغذاء ، من غير أن يسمى شهوته ! قال : ثم يتخلى مع إخوانه ، ويزور بعضهم بعضاً ، ويتنعمون في جناتهم ، في ظل ممدود في مثل ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس ، وأطيب من ذلك ، لكل مؤمن سبعون زوجة حوراء ، و أربع نسوة من الآدميين . والمؤمن ساعة مع الحوراء وساعة مع الآدمية ، وساعة يخلو بنفسه على الأرائك متكئاً ، ينظر بعضهم إلى بعض . ثم قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : أما الجنان المذكورة في الكتاب فإنهن جنة عدن وجنة الفردوس وجنة نعيم وجنة المأوى ، قال : وإن لله عز وجل جناناً محفوفةً بهذه الجنان ، وإن المؤمن ليكون له من الجنان ما أحب واشتهى . الخ . » . وتفسير القمي : 2 / 53 . وقد استفاضت أحاديث الطرفين في وصف شجرة طوبى العظيمة التي أصلها في دار النبي وعلي وفاطمة ( عليهم السلام ) وفي ملك كل مؤمن غصن من طوبى هو أعز عليه من كل ما يملك ، لأنه مميز بثماره ، وطيوره ، وأنغام حفيف أوراقه ، والثياب التي تنبت عليه ، وكل ذلك فوق ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين ! ففي الكافي ( 2 / 239 ) « قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : إن لأهل الدين علامات يعرفون بها : صدق الحديث وأداء الأمانة ووفاء العهد وصلة الأرحام ورحمة الضعفاء وقلة المواتاة للنساء ، وبذل المعروف وحسن الخلق وسعة الخلق واتباع العلم وما يقرب إلى الله عز وجل زلفى ، طوبى لهم وحسن مآب . وطوبى شجرة في الجنة أصلها في دار النبي محمد ( صلى الله عليه وآله ) وليس من مؤمن إلا وفي داره غصن منها ، لا