responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عصر الشيعة نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 268


من عذاب الدنيا ! قيل : فما لنا نرى كافراً يسهل عليه النزع فينطفئ وهو يتحدث ويضحك ويتكلم ، وفي المؤمنين من يكون أيضاً كذلك ، وفي المؤمنين والكافرين من يقاسي عند سكرات الموت هذه الشدائد ؟
قال ( عليه السلام ) : ما كان من راحة هناك للمؤمنين فهو عاجل ثوابه ، وما كان من شدة فهو تمحيصه من ذنوبه ، ليرد إلى الآخرة نقياً نظيفاً ، مستحقاً لثواب الله ليس له مانع دونه . وما كان من سهولة هناك على الكافرين فليوفى أجر حسناته في الدنيا ليرد الآخرة وليس له إلا ما يوجب عليه العذاب . وما كان من شدة على الكافر هناك فهو ابتداء عقاب الله عند نفاد حسناته . ذلكم بأن الله عدل لا يجور .
ودخل موسى بن جعفر ( عليه السلام ) على رجل قد غرق في سكرات الموت وهو لا يجيب داعياً ، فقالوا له : يا ابن رسول الله وددنا لو عرفنا كيف حال صاحبنا وكيف يموت ؟ فقال : إن الموت هو المصفاة ، يصفي المؤمنين من ذنوبهم ، فيكون آخر ألم يصيبهم كفارة آخر وزر عليهم ، ويصفي الكافرين من حسناتهم فتكون آخر لذة أو نعمة أو رحمة تلحقهم هو آخر ثواب حسنة تكون لهم .
أما صاحبكم فقد نُخل من الذنوب نخلاً ، وصُفِّيَ من الآثام تصفيةً ، وخَلُص حتى نقي كما ينقى ثوب من الوسخ ، وصَلُح لمعاشرتنا أهل البيت في دارنا دار الأبد .
ومرض رجل من أصحاب الرضا ( عليه السلام ) فعاده فقال : كيف تجدك ؟ فقال : لقيت الموت بعدك ، يريد به ما لقي من شدة مرضه . فقال : كيف لقيته ؟ فقال : أليماً شديداً ! فقال : ما لقيته ، لكن لقيت ما ينذرك به ويعرفك بعض حاله ! إنما

268

نام کتاب : عصر الشيعة نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 268
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست