علي بن أبي طالب مكان خالد وأمره أن يُقفل خالداً ، وقال : مُرْ أصحاب خالد من شاء منهم أن يعقب معك فليعقب ومن شاء فليقبل . . . إلى آخره ، وفيه : « وقال : إذا كان قتال فعليٌّ الأمير ، قال : فافتتح عليُّ حصناً فغنمت أواقي ذوات عدد وأخذ علي منه جارية ، قال : فكتب معي خالد إلى رسول الله يخبره ! قال الترمذي : يعني النميمة ! قال : فلما قدمت على رسول الله ( ص ) وقرأ الكتاب رأيته يتغير لونه فقال : ما ترى في رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله تعالى ورسوله ؟ فقلت : أعوذ بالله من غضب الله تعالى وغضب رسوله ، إنما أنا رسول . فسكت . وفي رواية : فجعل يقرأ الكتاب وأقول صدق ، فإذا النبي ( ص ) قد احمرَّ وجهه ، فقال : من كنت وليه فعلي وليه ! ثم قال : يا بريدة أتبغض علياً ؟ ! فقلت : نعم . قال : لا تبغضه فإن له الخمس أكثر من ذلك ! وفي رواية : والذي نفسي بيده لنصيب علي في الخمس أفضل من وصيفة ، وإن كنت تحبه فازدد له حباً . وفي رواية : لا تقع في علي فإنه مني وأنا منه وهو وليكم بعدي ! قال بريدة : فما كان في الناس أحد أحب إلي من علي » ! وأكمل علي ( عليه السلام ) مهمته في اليمن ونصب حاكماً عليها خالد بن سعيد بن العاص ، ووافى النبي ( صلى الله عليه وآله ) في حجة الوداع . 30 - أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي : وفي غزوة تبوك قاد النبي ( صلى الله عليه وآله ) بنفسه جيش المسلمين لحرب قيصر ، واستخلف علياً ( عليه السلام ) على المدينة حتى لا يطمع فيها المنافقون والمشركون ، فاستثقل المنافقون وجوده وأشاعوا ما استخلفه إلا استثقالاً له وبغضاً ! « فلحق علي برسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال : يا رسول الله زعم المنافقون أنك خلفتني استثقالاً لي ؟ فتضاحك رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ثم أمر فنودي في الناس كلهم فاعصوصبوا وتجمعوا فقال