فلما قبض رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مال الناس إلى أبي بكر فبايعوه وأنا مشغول برسول الله بغسله ودفنه . ثم شغلت بالقرآن ، فآليت على نفسي أن لا أرتدي إلا للصلاة حتى أجمعه في كتاب ، ففعلت . ثم حملت فاطمة وأخذت بيد ابنيَّ الحسن والحسين ، فلم أدع أحداً من أهل بدر وأهل السابقة من المهاجرين والأنصار إلا ناشدتهم الله في حقي ودعوتهم إلى نصرتي ، فلم يستجب لي من جميع الناس إلا أربعة رهط : سلمان وأبو ذر والمقداد والزبير ، ولم يكن معي أحد من أهل بيتي أصول به ولا أقوى به » . وقال ( عليه السلام ) : « وأيم الله ، لولا مخافة الفرقة بين المسلمين ، وأن يعود الكفر ويبور الدين ، لكنا على غير ما كنا لهم عليه » . وقال ( عليه السلام ) : « إن الله لما قبض نبيه استأثرت علينا قريش بالأمر ، ودفعتنا عن حق نحن أحق به من الناس كافة ، فرأيت أن الصبر على ذلك أفضل من تفريق كلمة المسلمين وسفك دمائهم ، والناس حديثوا عهد بالإسلام ، والدين يمخض مخض الوَطَب ، يفسده أدنى وهْن ، ويعكسه أدنى خَلف » . ( البحار : 32 / 62 ) . 3 - خطة عمر لعزل بني هاشم حتى بعد وفاته ! قال المحامي الأردني أحمد حسين يعقوب في كتابه : الخطط السياسية لتوحيد الأمة الإسلامية / 262 ، ملخصاً : « أدركت بطون قريش ما يرمي له محمد ، وفهمت توجه الترتيبات الإلهية ، وأنه صار بحكم المؤكد أن قيادة عصر ما بعد النبوة ستكون في بني هاشم ، وبالتحديد في علي الذي قتل الأحبة والسادات ، ومن بعد علي ستكون في بنيه ، فمن يتقدم عليهم وهم أبناء الرسول ، ومن يحاربهم وهم