2 - تخاذل الأنصار عن نصرة علي ( عليه السلام ) بعد فتح مكة قررت قريش أن تعزز قوتها في المدينة ، فأمرت الطلقاء بالهجرة إليها ، ليكونوا سنداً لقائد قريش الجديد عمر بن الخطاب ويبادروا عند موت النبي ( صلى الله عليه وآله ) لأخذ الخلافة ! وقد بلغ عددهم في المدينة ألوفاً لأن عدد الذين كتب النبي ( صلى الله عليه وآله ) أسماءهم في جيش أسامة سبع مئة قرشي ! ( فتح الباري : 8 / 116 ) وعندما جاؤوا إلى المدينة سموا أنفسهم مهاجرين فأعلن النبي ( صلى الله عليه وآله ) : « لا هجرة بعد الفتح » ( مسند أحمد : 2 / 215 ) ! ونشطوا في الدعاية ضد علي وبني هاشم ، حتى غضب النبي ( صلى الله عليه وآله ) من مقولاتهم وصعد المنبر وردها ، أكثر من مرة ! واستغل الطلقاء العداوة بين الأوس والخزرج . فقد كان الأوس عند وفاة النبي ( صلى الله عليه وآله ) بلا رئيس ، ولما رأى رئيس الخزرج سعد بن عبادة أن قريشاً ستصرف الخلافة عن عترة النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، طمع فيها وأخذ يُقنع الأوس بأن يبايعوه ، وكانت حجته أن الأنصار أولى من قريش بالنبي ( صلى الله عليه وآله ) لأن قريشاً عادوه ونصره الأنصار وقاتلوهم وقدموا الشهداء حتى أخضعوهم وأدخلوهم في الإسلام . لكن الطلقاء أقنعوا الأوس وخوفوهم من حكم الخزرج ، فوقف اثنان منهم إلى جانبهم في السقيفة وصفقوا معهم على يد أبي بكر ، وساعدهم أن سعد بن عبادة كان يومها مريضاً ، فلم يكن اعتراضه عليهم قوياً ! وبقي سعد ومعه الخزرج معارضاً لبيعة أبي بكر وعمر ، لكن اعتراضهم لم يكن مؤثراً ، وعندما تولى عمر نفى سعداً إلى سوريا ، ثم أرسل خالداً فقتله !