مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيما » فقال عز وجل ( وَالَّذِينَ مَعَهُ ) ولم يقل : والذين آمنوا معه ، لأنهم من الأصل مؤمنون على ملة إبراهيم ( عليه السلام ) لم يعبدوا صنماً ، وليس كذلك الصحابة . وهم الذين وصفهم الله تعالى بقوله : أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ، وليس كذلك الصحابة ، فقد كان أكثرهم أشداء بينهم حتى قتلوا بعضهم بعضاً ! وهم الذين وصفهم الله تعالى بقوله : سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ، وليس ذلك صفة عامةً في الصحابة . وهم الذين وصفهم الله تعالى بقوله : كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ ، والزرع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وهم شطؤه ، وليس الصحابة شطأ النبي ( صلى الله عليه وآله ) لأن الشطأ أولاد الزرع . وهم الذين وعد الله الأمة بأنهم شهداء من نفس النبي ( صلى الله عليه وآله ) يتلونه ، أي يكونون بعده ، فقال تعالى : أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ ، فرسول الله الذي على بينة من ربه ، وعلي ( عليه السلام ) والأئمة من ولده الشاهد التالي . 6 - وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا قال الله تعالى عن دعاء إبراهيم ( عليه السلام ) : رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ . وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ . فقد دعا ربه أن يجعل له في الأمة الآخرة لسان صدق من ذريته ، لأنه عز وجل أخبره عن صدّيق لذلك النبي الذي سيبعثه فيهم ، فدعا إبراهيم ربه أن يحقق له ذلك . وقال تعالى عن استجابته لإبراهيم ولذريته ( عليهم السلام ) : وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلاً جَعَلْنَا نَبِيًّا . وَوَهَبْنَا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا .