كما أن هذا الطرح لايلبي الحاجة الى التقليد ، لأن المذهب الشيعي جعل اختيار المرجع من حق المكلف وواجبه ، ودور العلماء هو الشهادة بفقاهة هذا المرجع وعدالته وأعلميته ، وتبقى المسألة متوقفة على قناعة الإنسان الشيعي . فلو شكل الشيعة مجلس علماء عالمي واختار هذا المجلس مرجعاً ، ثم لم يقتنع به الناس في هذا البلد أو ذاك ، أو هذه القرية أو تلك ، واقتنعوا بأن فلاناً هو الأعلم والأفقه من المرجع الذي انتخبه المجلس العالمي ، فيجب عليهم أن يقلدوه ، ولا يجوز لهم تقليد المرجع المنتخب ! ومعنى ذلك أنه سيكون للشيعة مرجع رسمي ، ومرجع آخر شعبي أو أكثر اختارهم الناس مقابله ! لذلك كان الواجب ترك المرجعية لعملية الإنتخاب الطبيعي ، فهي التي تضمن استقلالها عن السياسة ، وتضمن حرية اختيار الإنسان الشيعي لمرجعه ! ومن هنا نتعرف على أحد أهم امتيازات المرجعية عند الشيعة ، وهو أن المذهب الشيعي ربطها باختيار المكلف ، بينما ربطتها مرجعيات المذاهب الأخرى بتعيين الحاكم ، أو المجالس الواقعة تحت سيطرة الحاكم .