ويظهر من النصوص المتقدمة في السفراء أن التشيع انتشر في مناطق من إيران منها الدينور وهي قرب همدان . وروى الطبري ( 7 / 488 ) ما يدل على أن بعض قادة الجيش العباسي في بغداد كانوا شيعة ، فعندما هرب المستعين من سامراء وأقنع محمد بن عبد الله بن طاهر قادة الجيش أن ينصبوه خليفة ، فقال أحدهم لابن طاهر : « أطال الله بقاءك إن هذا الذي تنصره وتجدُّ في أمره ، من أشد الناس نفاقاً وأخبثهم ديناً ! والله لقد أمر وصيفاً وبغا ( قائدين ) بقتلك فاستعظما ذلك ولم يفعلاه ! وإن كنت شاكاً فيما وصفت من أمره فسل تخبره . وإن من ظاهر نفاقه أنه كان وهو بسامرا لا يجهر في صلاته ببسم الله الرحمن الرحيم ، فلما صار إلى ما قبلك جهر بها مراءاةً لك » . والجهر بالبسملة من علامات التشيع . وبسبب قوة التشيع في ذلك العصر ، كان العباسيون يتهمون الشيعة بأنهم يميلون الى الفاطميين ، أو الى العلويين في طبرستان ، وحتى الى القرامطة . ومن الطبيعي في تلك الظروف أن تظهرحركات الغلو في الأئمة ( عليهم السلام ) ، فقد ادعى بعضهم السفارة للإمام المهدي ( عليه السلام ) ثم ادعى حلول روح الإمام ( عليه السلام ) فيه ، ثم ادعى حلول الله تعالى فيه ! ووجد بعضهم أنصاراً له من بعض شخصيات ديوان الخلافة ، بل لعلهم كانوا يساندونهم ليبرروا ضرب الشيعة ! في هذا الخضم كان الإمام المهدي ( عليه السلام ) يوجه سفراءه لحفظ استقلال الشيعة عن الفاطميين في المغرب ومصر ، والقرامطة في الجزيرة وأطرافها ، والزيدية في طبرستان ، ويميزهم عن مفتريات المغالين وأكاذيبهم . وكانت لكل واحد من السفراء أعمال جليلة في ذلك ، خاصة الحسين بن روح ( قدس سره ) قال الذهبي في