نام کتاب : عرفت معنى الشفاعة نویسنده : السيد ماجد كمونه جلد : 1 صفحه : 9
إنما يستحقون النار من خلال مجموع أمرين : ارتكاب الكبائر وعدم الشفاعة لهم من أصحاب الشفاعة ; ولكن لا بد لنا من التساؤل هنا هو ما هو المبرر الذي من خلاله بشفع النبي ( ص ) لهذا ولا يشفع لذاك ; هل هو أمر مزاجي , أو أمر خاضع لقاعدة مضبوطة ولا توجب أن يكون العمل عندئذ غير ذي فائدة , ولذا فلا يد من وجود أمر يوجب تعرض هؤلاء ( العصاة ) للشفاعة وعندئذ لا معني لأن يقال إن قتلة الحسين ( ع ) سوف يتعرضون للشفاعة , ولا سيما وأن الأئمة ( ع ) قد حاولوا رسم بعض ملامح ذلك من خلال قولهم : » لا تنال شفاعتنا من استخف بصلاته « وهذا يشير إلى أن الاستخفاف بالصلاة أمر مانع من قبل الشفاعة , وهذا ما يجعل الشفاعة غير خاضعة للمزاج وبعيداً عن بعض الضوابط وإن كنا لا نعلم ذلك بالتفصيل . وإذا كان الأمر كذلك , والنبي ( ص ) والأئمة ( ع ) يشفعون من خلال برنامج خاضع لبعض الضوابط , ولعل هذا البرنامج ولعل هذا البرنامج هو الذي يرتضيه الله سبحانه وتعالى , ومن هنا نتساءل , لماذا لم يغفر الله لأصحاب الكبائر ممن يستحون ذلك , ويوكل هذا الأمر للشفاعة , وما الفرق بين المقام المحمود وتطييب الخاطر أو الخواطر , لا إشكال أن من يقول بأن الشفاعة مجرد خاطر وهي عندئذ مجرد شفاعة شكلية , يحق لنا أن نسأله , ما هي الشفاعة الحقيقية ولا تكون شكلية ؟ ! هل هي تغلب إرادة الأنبياء والأئمة على إرادة الله في الآخرة وأنه لا بد الله أن يستجيب لهم , لا أظن أن أحد من علمائنا يريد هذا المعني من الشفاعة الحقيقية , لأنه مهما أريد من الشفاعة فلا يمكن لها أن تنافي إرادة الله , وإذا كانت المسألة عدم وجود المنافاة , فمعنى أنه لا بد من التوافق , وإذا كان التوافق موجوداً فلا يمكن أن تكون إرادة الأنبياء والأئمة مغايرة لإرادة الله وذلك قوله : « من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه . . » . ومن يراجع كلامنا حول الشفاعة , يري أنها لا تخرج عما بيناه , لأن النبي ( ص ) والأئمة ( ع ) إنما يشفعون من خلال برنامج إليه بنحو لا يؤدي إلى التعارض بين إرادة الاثنين , وأي شكلية إذا أراد الله سبحانه وتعالى أن يوكل أمر الشفاعة إلى أحد من أوليائه من خلال برنامج معين وحكمة معينة , من أجل بيان قرب هذا الولي من الله , لأن الله ما دام يريد أن يغفر ( لزيد ) مثلاً فبدلاً من أن يباشر ذلك , فيوكل الأمر إلى من يشفع لزيد , ليكون ذلك أسراً لرقية زيد , لأنه لولا شفاعة فلان لما غفر الله له . . . وهل في ذلك تطييب للخواطر أو إظهار لدي مقام الشفيع , فكيف إذا كان الشخص كالنبي ( ص ) الذي هو سيد الشفعاء . . . وبالنحو الذي يدخر شفاعته
9
نام کتاب : عرفت معنى الشفاعة نویسنده : السيد ماجد كمونه جلد : 1 صفحه : 9