نام کتاب : عجائب أحكام أمير المؤمنين ( ع ) نویسنده : السيد محسن الأمين جلد : 1 صفحه : 198
العبد يستكمل هذه الأرواح ( [1] ) الأربع حتى تأتي عليها حالات . فقال الرجل : يا أمير المؤمنين ( [2] ) ، وما هذه الحالات ؟ فقال له أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : أما أولهن فهو كما قال الله تعالى : * ( ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئا ) * ( [3] ) فهذا ينقص منه جميع الأرواح ، وليس بالذي يخرجه من دين الله الفاعل به ذلك رده ( [4] ) إلى أرذل العمر ، فلا ( [5] ) يعرف للصلاة وقتا ، ولا يستطيع التهجد بالليل ولا بالنهار ، ولا القيام في الصف مع الناس ، فهذا نقصان من روح الإيمان ، وليس يضره شيئا ( [6] ) ، ومن ينتقص ( [7] ) منه روح الشهوة فلو مرت به أصبح بنات آدم لم يحن إليها ، وتبقى روح البدن فيه ، فهو يدب ويدرج حتى يأتيه الموت ، فهذا بحال خير ( [8] ) لأن الله تعالى هو الفاعل به ذلك ، فهو يأتي عليه حالات في قوته وشبابه فيهم بالخطيئة ، فتشجعه روح القوة ، وتزين له روح الشهوة ، وتشوقه روح البدن ، حتى يواقع الخطيئة ، فإذا لامسها
[1] المراد من قوله : " يستكمل هذه الأرواح " أي يطلب كمالها وتمامها ، أو يتصف بها كاملة . [2] في المصدر : يا وصي محمد . [3] سورة الحج : 5 . [4] أي أن الله الفاعل به المدبر لأمره رده ، أو الرب الفاعل به القوى الأربع وخالقها فيه رده ، أو فاعل آخر غير نفسه رده ، ولا تقصير له فيه ، والأول أظهر . [5] في المصدر : فهو لا . [6] قال المجلسي ( رحمه الله ) : " ولا يستطيع التهجد بالليل ولا بالنهار " كأنه استعمل التهجد هنا في مطلق العبادة ، أو يقدر فعل آخر كقولهم : " علفتها تبنا وماء باردا " ، وقيل : المراد بالتهجد هنا التيقظ من نوم الغفلة ، وأصل التهجد مجانبة الهجود في الليل للصلاة . " ولا القيام في الصف " أي لصلاة الجماعة ، ويحتمل الجهاد . " وليس يضره شيئا " لأن ترك الأفعال مع القدرة عليها يوجب نقص الإيمان لا مع العذر ، ولا يوجب نقص ثوابه أيضا لما ورد في الأخبار أنه يكتب له مثل ما كان يعمله في حال شبابه وقوته وصحته . [7] في المصادر : ومنهم من ينتقص . وكذا في الموضع الآتي . [8] أي لا يضره هذا النقص في الأرواح ، وقيل : المعنى أنه يسقط عنه بعض التكاليف الشرعية ، كالجماع في كل أربعة أشهر ، والقسمة بين النساء .
198
نام کتاب : عجائب أحكام أمير المؤمنين ( ع ) نویسنده : السيد محسن الأمين جلد : 1 صفحه : 198