نام کتاب : طهارة آل محمد ( ع ) نویسنده : السيد علي عاشور جلد : 1 صفحه : 206
معنى إذهاب الرجس في الآية معنى الإذهاب للرجس : وأن التطهير دفعي لا رفعي إعلم أن إرادة الله تعالى متعلقة بإذهاب الرجس وإبعاده عن أهل بيت محمد ( عليهم السلام ) ، فيكون الله تعالى يريد بإرادته التكوينية الأزلية أن يبعد ويمنع الرجس والمعاصي عن أهل البيت ( عليهم السلام ) . فالله تعالى قد منع طروق الرجس إليهم ، وأصبحت المعاصي بعيدة عنهم ( عليهم السلام ) وممنوعة الحلول في ساحتهم المطهرة من قبل الله تعالى . وهذا لا يستلزم وجود المعاصي وصدورها منهم ، لأنه : أولا : هو دفع للرجس وليس رفعا . ثانيا : زمان إذهاب الرجس هو قبل الزمان والمكان ، في عالم الأظلة وهم حول العرش يسبحون الله ويقدسونه ، فمنذ ذلك الحين تعلقت إرادة الله بإذهاب الرجس عنهم وعدم إمكان حلوله في ساحتهم ( عليهم السلام ) . وبعبارة علمية موجزة : إرادة الله عز وجل في مورد دفع الرجس عن أهل البيت ( عليهم السلام ) ، وليست في مورد رفع الرجس عنهم . والدفع معناه منع المعاصي عن الحلول في ساحة آل محمد ( عليهم السلام ) ، وتحويطهم بسور نوراني المقتضي لعدم وجوده سابقا . وهذا ما يتناسب مع حال آل محمد ( عليهم السلام ) كما قدمناه في الكتاب الأول - الولاية التكوينية - من طهارتهم منذ الأزل الإلهي ، فلم يحل عليهم أي نوع من أنواع المعاصي ، أو الرجس والنجس والرجز ونحوها من الألفاظ المنافية لعروج آل محمد ( عليهم السلام ) ، وترقيهم في الكمال الملكوتي والعز الجبروتي .
206
نام کتاب : طهارة آل محمد ( ع ) نویسنده : السيد علي عاشور جلد : 1 صفحه : 206