نام کتاب : صفات الله عند المسلمين نویسنده : حسين العايش جلد : 1 صفحه : 45
بمحتاج ، ولا توجد له صفات قديمة مغايرة للذات ) وكل ما أفاده قد دلت عليه محكمات القرآن والأحاديث الصحيحة المروية عن أهل البيت ( عليهم السلام ) وخطب نهج البلاغة ، وقال المقداد السيوري ( رحمه الله ) : ( أن الله لا يماثل غيره ، وليس له ضد ، وليس بمحتاج ، ولا يتحد بغيره ، وليس بحال في شئ ، وأن جميع الأعراض المحسوسة مسلوبة عنه فليس في مكان ولا في حيز ، وليس بجسم ولا حالا في الحيز ولا يرى بالبصر ) وفسر جميع الآيات التي احتج بها المجسمة مثل : ( ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ) وقال : ( إن نفي هذه الأوصاف عن الله يستفاد من سورة التوحيد ، ومن قوله تعالى : ( ليس كمثله شئ ) ولو كان جسما لكان له مثل [1] . وإليك بعض ما أفاده قال : ( أن قوله تعالى : ( ويبقى وجه ربك ) لا يدل على الوجه الذي هو جزء ، بل هو مثل قوله : ( إنما نطعمكم لوجه الله ) أي لله ، فالوجه المراد الذات وإلا للزم أن يفنى جميع الجسد ويبقى الوجه كما هو ظاهر الآية ، كما أن اليد المراد بها النعمة أو القوة ، واليمين يراد بها القوة ، والجنب المراد به الحق في قوله : ( يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله ) ويراد من القبضة في قوله تعالى : ( والأرض جميعا قبضة يوم القيامة ) ( سورة الزمر : آية 67 ) إنها في تصرفه وليس المراد أن له كف كبير يقبض به الأرض ، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا . ومجئ الله هو مجئ أمره تعالى ، ففي قوله سبحانه : ( وجاء ربك ) مثل ( إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي أمر ربك ) ( سورة النحل : آية 33 ) والمراد من قوله : ( تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك ) ( سورة المائدة : آية 116 ) تعلم معلومي ولا أعلم معلومك . وما جاء في الحديث من قوله خلق آدم على صورته يمكن أن يكون مرجع